السبت، 29 سبتمبر 2018

فراغات في خطـاب الرئيس

في كلمته أمام الدورة الثالثة والسبعين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27-9-2018
بدأ الرئيس محمود عباس خطابه من على منصة الأمم المتحدة بكلمات خارج النص المكتوب أمامه..
القدس ليست للبيع وحقوق الفلسطينيين ليست للمساومة
 كأنه يضع عنوان لخطابه أو الخطوط العريضة لما سيقوله ، وهنا تأكيد على الثوابت وتحدي لمن يحاول شطب حقوق شعبنا الفلسطيني .
ثم بعد التحية الذى ألقاها الرئيس قال
" الله على الظالمين - حسبنا الله ونعم الوكيل "
أصعب من وقوع الظلم نفسه هو الإحساس به ، وهو يفسر شعور الرئيس عندما تنهد وقال الله على الظالم وحسبنا الله ونعم الوكيل ، هذا الشعور الذى حول خطاب الرئيس خطاب إعلان سياسي مبسط للحقوق والثوابت الفلسطينية التي خضعت للأحكام المسبقة بالمؤبد والاعدام لها ، والامر الاخر هو شعوره بأن هناك رفاق طعنوه بالخلف وأخوه تركوه وحيدا أمام الذئاب ، وان حالة اليأس من الوعود الزائفة وصلت نهايتها ، ف أسهب في حديثه بشكل متسلسل مبسط تأكيدا على الرغبة في رد الظلم وإعادة ما كان له من حقوق شعبه .
کلّنا نعلم أن المسؤولين السياسيين الکبار عندما يتحدثون نصف ساعة، فليست الرسالة التي يريدون إيصالها سوی دقائق من الخطاب . وعلی المرء أن يبحث عن هذه المحاور والمقاصد .

لقد رکز المحور الأساسي للرئيس محمود عباس على قرارات الإدارة الأمريكية والكونغرس الأمريكي بعهد ترامب؛
حاول الرئيس من بين حروف تحمل فى ثناياها السخط والعتاب ، الشرح المستفيض لممارسات الإدارة الأمريكية ، التي اشبهها بالبلطجة ، وعدد القرارات التي اصدرتها ادارة ترامب من وقف نشاط وإغلاق بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ، إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ،محاولة إسقاط حق اللاجئين بوقف دعم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الأممية " الأونروا " ، وقف المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية والمؤسسات الإنسانية كالمستشفيات في القدس ، وانحياز أمريكا لإسرائيل ورفضه واسطتها فى عملية المفاوضات .

الرئيس في حديثه أکّد على موضوعين أساسيين آخرين؛ الأول السلطة ستراجع الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل وتعيد النظر فيها .
الثاني احترام حماس للاتفاقيات المصالحة وتنفيذها التى أعطي الفرصة الأخيرة لها.

تحليل محتوى الخطاب، والذي يهتم بالغوص داخل أعماق المحتوى وليس الوقوف فقط على أعتابه يعطينا تقييم بأن الخطاب ناجح و عقلاني ولكنه ليس كافي .
ربما يعتقد البعض أن الخطاب مخيبًا للآمال ، وهم على حق كان يجب على الرئيس أن يشد من أعصابه وأن يصبغ خطابه بكلمات تستقطب عاطفة الشعب لا العالم ، ليكون خطاب رنان أجوف من الداخل ، ويعود السبب فى شعورهم هذا ، الي الصخب الإعلامي حول خطاب الرئيس المنتظر من مؤيدين ومعارضين ، وحديث بعض الإعلاميين عن مفاجآت مرتقبة ، وهو خطأ التهويل الذى يتحمله صاحبه لا الرئيس والأفعال المضادة من الخصوم فى ضرب شرعية الرئيس .
يجب ان نؤمن ان الوضع الدولي صعب ومجابهته واقناعه عمل شاق كحفر نفق بإبرة ، ندرك أن خطابه قد ينفر منه البعض لأسباب سوف نأتي على ذكرها ، لكن
خطاب الرئيس ، خطاب يتناسب مع المجتمع الدولي ويعري فيه الأحتلال الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي ، لأنه يعلم كما يعلم السياسيين والحكماء والعقلاء أننا فى بحر تتطلامه الأمواج العاتية ونتمسك فى شباك متقطعة الأوصال قبالة عالم ظالم ومنحاز .

والأخطاء التي وقعت في خطاب السيد الرئيس :-

1- من قام بكتابة خطاب الرئيس والذى واضح عليه وجود تعديلات وعدم الترابط بين النصوص ، شخصيات غير مؤهلة بشكل كاف للتعامل بشكل دبلوماسي فى صياغة الخطاب بشكل دقيق وعلمي ومركز ومقتضب .

2- خروج الرئيس الفلسطيني عن النص المكتوب الذي لم تسعفه كلماته، وانشغاله فى الشرح فى عدد من الفقرات .

3 - محاولة الرئيس قدر الإمكان توصيف الحالة الفلسطينية ولكن الكلمات المختارة فى الخطاب كانت فى الكثير من أجزائها ركيكة ومكررة .

4 - أخطئ بادراج ملف الانقسام من ملف داخلي لمشكلة دولية من على منصة الأمم المتحدة ، لأنها نقطة ضعف لا قوة تسجل عليه .

المطلوب ما بعد الخطاب :-
1- انجاز المصالحة الفلسطينية واستعادة الوحدة الوطنية بشكل سريع وعاجل ، لكي نبني سفينة قادرة على تخطي الأمواج العاتية ، لان كل أمواج البحر العاتية لا تستطيع إغراق سفينة : إلا إذا تسلل الماء إلى الداخل وتمكن منها .

2 - مراجعة ذاتية للسلطة الفلسطينية ، والنظر في جميع الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل والإعلان عن وجودها بالكامل في قسم العناية المركزة .

3- الاهتمام بالعزم الأكبر والأكثر بالبيت الفلسطيني الجامع الشامل للكل الوطني -منظمة التحرير الفلسطينية - وأن تتطلع بمسؤوليات أكبر فى المرحلة المقبلة .

4- إنقاذ المشروع الوطني من الاندثار ، وبناء استراتيجية فلسطينية وطنية تُجمع عليها جميع المكونات الفلسطينية .

5 - تطوير المقاومة الشعبية وتعبئة الرأي العام الشعبي والدولي .

6- تشكيل مجموعات الضغط والمناصرة اقليمياً وفى إسرائيل والدول الأوروبية للوصول إلى إعادة الدعم والمساندة الدولية كما كان الحال من قبل تجاه القضية الوطنية الفلسطينية العادلة .

7- اعادة تأهيل وصقل واختيار الكادر الدبلوماسي حسب معايير علمية وثقافية بمهنية عالية والابتعاد عن العمل بالشكل الوظيفي في سفارات دولة فلسطين فى الخارج والبعثات الدولية ، مع العمل على ضرورة تشكيل جهاز متابعة ورقابة على السفارات الفلسطينية وطواقمها دون أي استثناء ، و بناء وهيكلة وزارة الخارجية الفلسطينية ايضاً لترتقي بالمسئولية الوطنية العليا لمكانة فلسطين على المستوى العربي والإقليمي والدولي بما يعزز ويقوي الحق الفلسطيني في مواجهته للاحتلال وأدواته وتحالفاته وتقارباته والتي أصبحت تبعث على الخطر والذي أصبح على مقربة من الدار والديار مستهدفاً خلق العدو البديل للعدو الحقيقي - الاحتلال .

الاثنين، 17 سبتمبر 2018

فايز نص اوتوماتيك ✔

أستغرب مما قاله السيد فايز أبو شمالة بالأمس ،وكأنه وزير دفاع ان لم توافق اسرائيل على التهدئة فأن الصواريخ ستطال تل أبيب ،ومطار بن غوريون ، واحتلال مستوطنات محاذية لقطاع غزة مع تحفظي التام على كلمة احتلال ، يجدر بنا الإشارة وتلميع ذاكرة السيد فايز أبو شمالة ولكل من يفكر على شاكلة أبو شمالة ؛؛
1- كانت إسرائيل تستجدي التهدئة أو الهدنة مع فصائل غزة ، فلماذا الآن ترسل تهديداتك النووية ضد المحتل بأن يوافق على التهدئة أن كان هو من يرسل مبعوثين وهو من أستجدي التهدئة خوفا وهربا من الضغط من طرفكم .
2- أن كنت تفكر بالحرب كخيار مطروح على الطاولة للخروج من أزمتك الحالية ، فلماذا تدير الطريقة بإدارة بالأزمات وتخلق أزمة جديدة وليس أزمة بل كارثة ، والنتائج التي تنتظرها بعد الحرب هي أقل ما سوف تحصل عليها قبل الحرب.
3- التلويح بالحرب ينم على جهل وضعف وتصدير أزمة ، وان كنت تملك من القوة التي تستطيع فيها أن ترد على أي عدوان همجي ، فالصواب ان ترسل التهديدات بلغة الدفاع وليس الهجوم ، والصواب الأكثر أن يمتنع أشخاص من امثالك فى الخوض فى التهديدات والحروب ، لأنها أكبر من مخيلتك فى الحقيقة ، وفرصة ذهبية تقدم للاحتلال لاستثمار فيها و تصديرها للعالم وإثبات الدليل بكلامك الممجوج بالهبل والشيطنة ، بأن غزة مصدر تهديد حقيقي لمواطني اسرائيل ، ومن حق اسرائيل بناء جدار عازل يحول غزة لقفص لحماية مواطنيها ، وليس أقل من أن يستخدم كلامك فى تحويل تثبيت رواية جيش الاحتلال من جيش ارهابي لجيش دفاع عن أمن إسرائيل ، هذا ما تروجه الماكينة الصهيونية . 
نقول ان اسرائيل لا تنتظر من ابو شمالة أو غيره لتعمل مع يحلوا لها ، أو تحرف ما يقال أو تزور وقائع أو روايات لتصديرها للمجتمع الدولي ، لكن الحقيقة يجب أدركها إسرائيل تقتنص الفرص وتحسن استغلالها إعلاميا ودبلوماسيا وميدانيا ، فنأخذ دليل فى العدوان الأخير على غزة قدمت اسرائيل CD لسفراء الاتحاد الأوروبي يبين أحد أذرع الفصائل تطلق صواريخ بالقرب من احد المدارس ، الفيديو نشره الفصيل ذاته على أحد الفضائيات التابعة له ، الفصيل يوثق عملياته والاحتلال يبدع فى اختلاق الحجج ويبرر هجماته بأدلة فلسطينية أمام المجتمع الدولي .
4 - الحرب تحتاج الى جبهة داخلية متماسكة لتكون قادرة على الصمود والمواجهة وأن تكون حاضنة شعبية للمقاومة ، ولكي تكون بيئة مقتدرة يجب أن توفر لها مقومات الصمود ، وهما العامل النفسي والمادي للمجتمع ، وبحث آلية تجهيز المرافق فى القطاع ، فلا يعقل الدخول فى مواجهة يا سيد فايز أبو شمالة دون تجهيز مستشفيات قطاع غزة ووضع خطط الطوارئ للتعامل مع نقص المستلزمات الطبية والأدوية والوقود وعدد الأسرة وتوسيع غرف العمليات ، وتأمين الأكل للسكان على سبيل المثال ، الا اذا تعتقد أن الشهداء والجرحى مجرد أرقام .
5 - يجب أن لا نشطح في التهديدات ونقرأ الواقع جيدا ، ونقرأ الخارطة السياسية فى المنطقة بتمعن ، وان لا نغامر فى الذهاب لحرب غير معروف نتائجها ، ونأمل أن تدرك أنت وغيرك أن الحرب أن وضعت اوزراها فلن تكون كسباقتها ، ولن تشبهما من حيث القوة التدميرية والكثافة النارية ، لأن أهداف الحرب التي تتحدث عنها يا سيد ابو شمالة مختلفة الأهداف ، لو تحدثت أن المقاومة فى غزة لن تتوانى بأي لحظة عن الدفاع عن شعبنا وكل الخيارات مفتوحة فى سبيل كسر الحصار والرد على أي استفزاز قوات الاحتلال وجرائمه ليدقق فيها المحللين الإسرائيليين واخدوا فى تفسيرها وزرعت فيهم الخوف ، لكن لا اعتقد سينشغل المحللين في أبو شمالة ، لذا إيصال الرسائل يجب أن تكون عبر شخصية وازنة ،انظر الى هذا الكيان الممسوخ الذى لم يهدأ جيشيه فى المناورات العسكرية واستخدام مختلف الأسلحة التدميرية والبوارج الأمريكية المرابطة على الساحل المتوسط والقواعد الأمريكية في حيفا كلها تسانده في أي اختلال للتوازن العسكري في أي حرب قد تقع فى المنطقة ، دائم الصياح والبكاء والاستجداء ، هو القاتل دوما ويلبس ثوب الضحية .
6 - الخيار الوحيد والأوحد أمام الجميع هي الوحدة الوطنية واتمام المصالحة وتطبيق ما تم الاتفاق عليه ، مهما راهنتم على كسب الوقت ، ومهما قدم من مبادرات او امتيازات أو اتفاقيات ، المفتاح الوحيد واقصر الطرق واقل تكلفة هو الذهاب للمصالحة وتنازل الطرفين ليعيش الوطن أو أن يموت الوطن ليعيش القائد
ونصيحتي للاصدقاء : لا تنبهر بالشاشة، من يُطلون عليها، الأسماء التي يحملونها، الأوصاف التي يُدبّجون بها، كثيرون ممن لا عقول لهم يتوارون خلف جاذبيتها، كلام كبير والمضمون فارغ، تلويح بالأيدي والكلام عادي، صراخ والحجة ضعيفة.

فايز نص اوتوماتيك ✔

أستغرب مما قاله السيد فايز أبو شمالة بالأمس ،وكأنه وزير دفاع ان لم توافق اسرائيل على التهدئة فأن الصواريخ ستطال تل أبيب ،ومطار بن غوريون ، واحتلال مستوطنات محاذية لقطاع غزة مع تحفظي التام على كلمة احتلال ، يجدر بنا الإشارة وتلميع ذاكرة السيد فايز أبو شمالة ولكل من يفكر على شاكلة أبو شمالة ؛؛
1- كانت إسرائيل تستجدي التهدئة أو الهدنة مع فصائل غزة ، فلماذا الآن ترسل تهديداتك النووية ضد المحتل بأن يوافق على التهدئة أن كان هو من يرسل مبعوثين وهو من أستجدي التهدئة خوفا وهربا من الضغط من طرفكم .

2- أن كنت تفكر بالحرب كخيار مطروح على الطاولة للخروج من أزمتك الحالية ، فلماذا تدير الطريقة بإدارة بالأزمات وتخلق أزمة جديدة وليس أزمة بل كارثة ، والنتائج التي تنتظرها بعد الحرب هي أقل ما سوف تحصل عليها قبل الحرب.
3- التلويح بالحرب ينم على جهل وضعف وتصدير أزمة ، وان كنت تملك من القوة التي تستطيع فيها أن ترد على أي عدوان همجي ، فالصواب ان ترسل التهديدات بلغة الدفاع وليس الهجوم ، والصواب الأكثر أن يمتنع أشخاص من امثالك فى الخوض فى التهديدات والحروب ، لأنها أكبر من مخيلتك فى الحقيقة ، وفرصة ذهبية تقدم للاحتلال لاستثمار فيها و تصديرها للعالم وإثبات الدليل بكلامك الممجوج بالهبل والشيطنة ، بأن غزة مصدر تهديد حقيقي لمواطني اسرائيل ، ومن حق اسرائيل بناء جدار عازل يحول غزة لقفص لحماية مواطنيها ، وليس أقل من أن يستخدم كلامك فى تحويل تثبيت رواية جيش الاحتلال من جيش ارهابي لجيش دفاع عن أمن إسرائيل ، هذا ما تروجه الماكينة الصهيونية . 
نقول ان اسرائيل لا تنتظر من ابو شمالة أو غيره لتعمل مع يحلوا لها ، أو تحرف ما يقال أو تزور وقائع أو روايات لتصديرها للمجتمع الدولي ، لكن الحقيقة يجب أدركها إسرائيل تقتنص الفرص وتحسن استغلالها إعلاميا ودبلوماسيا وميدانيا ، فنأخذ دليل فى العدوان الأخير على غزة قدمت اسرائيل CD لسفراء الاتحاد الأوروبي يبين أحد أذرع الفصائل تطلق صواريخ بالقرب من احد المدارس ، الفيديو نشره الفصيل ذاته على أحد الفضائيات التابعة له ، الفصيل يوثق عملياته والاحتلال يبدع فى اختلاق الحجج ويبرر هجماته بأدلة فلسطينية أمام المجتمع الدولي .
4 - الحرب تحتاج الى جبهة داخلية متماسكة لتكون قادرة على الصمود والمواجهة وأن تكون حاضنة شعبية للمقاومة ، ولكي تكون بيئة مقتدرة يجب أن توفر لها مقومات الصمود ، وهما العامل النفسي والمادي للمجتمع ، وبحث آلية تجهيز المرافق فى القطاع ، فلا يعقل الدخول فى مواجهة يا سيد فايز أبو شمالة دون تجهيز مستشفيات قطاع غزة ووضع خطط الطوارئ للتعامل مع نقص المستلزمات الطبية والأدوية والوقود وعدد الأسرة وتوسيع غرف العمليات ، وتأمين الأكل للسكان على سبيل المثال ، الا اذا تعتقد أن الشهداء والجرحى مجرد أرقام .
5 - يجب أن لا نشطح في التهديدات ونقرأ الواقع جيدا ، ونقرأ الخارطة السياسية فى المنطقة بتمعن ، وان لا نغامر فى الذهاب لحرب غير معروف نتائجها ، ونأمل أن تدرك أنت وغيرك أن الحرب أن وضعت اوزراها فلن تكون كسباقتها ، ولن تشبهما من حيث القوة التدميرية والكثافة النارية ، لأن أهداف الحرب التي تتحدث عنها يا سيد ابو شمالة مختلفة الأهداف ، لو تحدثت أن المقاومة فى غزة لن تتوانى بأي لحظة عن الدفاع عن شعبنا وكل الخيارات مفتوحة فى سبيل كسر الحصار والرد على أي استفزاز قوات الاحتلال وجرائمه ليدقق فيها المحللين الإسرائيليين واخدوا فى تفسيرها وزرعت فيهم الخوف ، لكن لا اعتقد سينشغل المحللين في أبو شمالة ، لذا إيصال الرسائل يجب أن تكون عبر شخصية وازنة ،انظر الى هذا الكيان الممسوخ الذى لم يهدأ جيشيه فى المناورات العسكرية واستخدام مختلف الأسلحة التدميرية والبوارج الأمريكية المرابطة على الساحل المتوسط والقواعد الأمريكية في حيفا كلها تسانده في أي اختلال للتوازن العسكري في أي حرب قد تقع فى المنطقة ، دائم الصياح والبكاء والاستجداء ، هو القاتل دوما ويلبس ثوب الضحية .
6 - الخيار الوحيد والأوحد أمام الجميع هي الوحدة الوطنية واتمام المصالحة وتطبيق ما تم الاتفاق عليه ، مهما راهنتم على كسب الوقت ، ومهما قدم من مبادرات او امتيازات أو اتفاقيات ، المفتاح الوحيد واقصر الطرق واقل تكلفة هو الذهاب للمصالحة وتنازل الطرفين ليعيش الوطن أو أن يموت الوطن ليعيش القائد
ونصيحتي للاصدقاء : لا تنبهر بالشاشة، من يُطلون عليها، الأسماء التي يحملونها، الأوصاف التي يُدبّجون بها، كثيرون ممن لا عقول لهم يتوارون خلف جاذبيتها، كلام كبير والمضمون فارغ، تلويح بالأيدي والكلام عادي، صراخ والحجة ضعيفة.

الجمعة، 9 مارس 2018

المجلس الوطني - آمـال وتحديات

قرّرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينيّة عقد جلسة المجلس الوطني الفلسطيني، في 30 من إبريل/نيسان المقبل، في مدينة رام الله .
باعتبار المجلس الوطني الفلسطيني أحد الأجهزة الإدارية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويعتبر السلطة التشريعية العليا للفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، وهو الذي يضع الإطار العام لسياسات المنظمة ويرسم برامجها الهادفة إلى نيل الحقوق الفلسطينية .
جاء توقيت الدعوة مهم للغاية فى ظل ما تشهده المنطقة والمحيط الإقليمي من أحداث و وتحولات كبيرة غير طبيعية وغير نمطية ، بجانب ما تمر به القضية الفلسطينية من عواصف فى ظل الإعلان المباشر للإدارة الأمريكية للوقوف بجانب الاحتلال الإسرائيلي ، بدا من الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل السفارة الأمريكية للقدس ، وتبع ذلك قرار الادارة الامريكية بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ليعطي الضوء الأخضر وبشكل اكبر واكثر عنجهية لحكومة نتنياهو الفاشية لممارسة مزيدا من تنفيذ مخططات المستوطنات و الأبارتهايد والعنصرية ، وفشل مساعي المفاوضات وخروج أمريكا من رعايتها المنفردة والتي كانت مرفوضة ومتحفظ عليها من العديد من دول العالم ومن قبل القيادة الفلسطينية نفسها بسبب الانحياز الكامل والضمني للإدارة الأمريكية واصطفافها جانب حكومات دولة الاحتلال المتعاقبة لا سيما المتطرفة والعنصرية المتبجحة في رفضها الاعتراف لحقوق الشعب الفلسطيني حسب ما نصت عليه قرارات مجلس وعلى وجه التحديد 338 و242 والتي نصت على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلت في السابع من حزيران لعام 1967، وأمام كل هذا التعنت الصهيوامريكي وايضا التغيرات فى الإقليم والتهديد الجدي بتصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يطلق عليه إعلاميا " صفقة القرن " وغياب التضامن العربي مع القضية الفلسطينية وانشغالها بملفات أخرى داخلية ، هذه الأسباب كلها يتوجب على القيادة الفلسطينية عقد مجلسها الوطني ووضع سياسات جديدة للتعامل مع المرحلة المقبلة الحساسة والشائكة من خلال عدة محددات.

أولها -توحيد الجبهة الداخلية من خلال اتمام المصالحة بشكل حقيقي بعيدا عن ماراثون اللقاءات والعناق وتوزيع الابتسامات فقط دون تحقيق أي تقدم عملي ملموس مما يجعل الشعب الفلسطيني دخل في حالة من الإحباط نتيجة الفشل المتكرر للقاءات المصالحة وإتمامها .
ثانيارسم استراتيجية وطنية ضمن محددات تلزم العمل بها اللجنة التنفيذية إنهاء الاحتلال الكونيالي الصهيوني للدولة الفلسطينية .
ثالثا رسم السياسية الخارجية الفلسطينية وتفعيل أكبر للسفارات الفلسطينية فى الخارج والتوجه نحو وجود تمثيل عملي مهني وطني وفق رؤية فلسطينية تحددها اللجنة السياسية ودائرة العلاقات الخارجية مع وزارة الخارجية الفلسطينية ، ومتابعتها من لجنة مختصة ،خصوصا فى قارة أمريكا اللاتينية وأفريقيا .
رابعاإعادة تشكيل جبهة التضامن العربية والإسلامية والعالمية مع القضية الفلسطينية .
خامسا العودة لمجلس الأمن والجمعية العمومية للمطالبة بدولة فلسطينية كاملة السيادة .
سادسا عودة الملف الفلسطيني على الطاولة الدولية .
سابعاتقديم التماس للمحكمة الدولية .
ثامنا الانضمام للمنظمات الدولية والعمل من خلالها ومعها .
تاسعاتقديم ملفات قادة الاحتلال لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني .
وأهم نتيجة هو إعادة تفعيل المجلس الوطني بكل طاقته من خلال رسم السياسات التي هي أحد مهامه التي يتوجب العمل بها من قبل اللجنة التنفيذية وبالتالي السلطة الفلسطينية ، وايضا العمل تصويب أوضاع منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها وهيئاتها القيادية وتمكينها من الاضطلاع بمسؤولياتها بمعني إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية بكافة دوائرها لمجابهة التحديات القائمة والمستقبلية .

قد يكون أحد مأخذ انعقاد هذه الجلسة المهمة هي عدم دعوة حركتي حماس والجهاد الإسلامي كونهما خارج إطار منظمة التحرير ورفضهما الانضمام للمنظمة رغم كل المحاولات لاقناعهم بالانضمام لمنظمة التحرير والعمل من داخل البيت الفلسطيني الجامع ، لكن يأبى البعض إلا أن يكون أداة اما ان تريد منظمة التحرير لها او ان تكون بديل عنها ، ومحاولاتها كثيرة فى هذا الشأن لتحجيم دور المنظمة وخلق بديل لمنظمة التحرير من خلال مساعيها لعقد مؤتمرات في الخارج ونزع شرعية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني 
اليوم نرى من يهاجم دعوة الانعقاد للمجلس الوطني رغم أن من يهاجم الدعوة لعدم دعوتهم تم دعوتهم للمجلس المركزي الفلسطيني في رام الله في توقيت حساس وهي معركة القدس وبعد قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ، إلا أنهم رفضوا الدعوة وتركوا القدس والقضية الفلسطينية تواجه مصيرها لوحدها بجانب من لبوا الدعوة كما تم دعوتهم مسبقا خلال السنوات السابقة لاجتماعات المجلس الوطني ورفضا الحضور .
ماذا يفكرون وماذا يريدون ؟ جواب يجب أن نأخده من قيادة حركتي حماس والجهاد الأسلامي .
قد يقول البعض أن اتفاق القاهرة الموقع بين الأطراف بخصوص منظمة التحرير لم ينفذ إلي الآن وبالتالي يجب إصلاح منظمة التحرير للدخول اليها ، ونحن مع ذلك بكل قوة ، لكن أصلاح من المنظمة يأتي من داخلها وليس من خارج أسوارها ، ومن يفكر بعقلية الحسابات للسيطرة على منظمة التحرير من خلال تحقيق مطالبهم ببند الانتخابات الخاصة بالمنظمة يدرك أن هدف حركة حماس هي السيطرة على المنظمة وليس الدخول إليها كحزب سياسي ، اليوم فى هذه المرحلة المهمة والدقيقة ولأن قضيتنا الوطنية على مفترق طرق يتوجب على المخلصين والوطنيين العمل لدعم واسناد ومؤازرة القيادة الفلسطينية التى تواجه اليوم مشروع تصفوي يحاك ضد القضية الفلسطينية ، ومن هذا المنطلق يجب ان نصطف خلف قرارات المجلس الوطني الفلسطيني الذي نثق به كممثل ومرجعية عليا لشعبنا في كل أماكن تواجده ، وان لا ننشغل بخلافات داخلية أو قضايا جانبية هامشية تسرف من قوتنا ووقتنا فى ظل ما يحاك فى الغرف المغلقة ضد قضيتنا ، لأننا فى ظل تهويد لقضيتنا لن يكون أى شىء مفيد ولا يبرر وجهات نظر أحد أو قناعات أحد ، فمن يشعر بوطنيته عليه أن يتحمل المسؤولية الوطنية والاخلاقية للخروج لبر الأمان نحو الدولة الفلسطينية التي خضبت بدماء الشهداء ، وآهات الجرحى ، وعذابات الأسرى الأبطال .

الكاتب - أحمد صالح