لم يكن هناك أبداً في التاريخ احتلال يقدم فيه المحتل نفسه على أنه الضحية، وليس الضحية فقط، وإنما الضحية الوحيدة الموجودة، تحاول حكومة إسرائيل ان تتقن هذا الدور بل تجيد التمثيل فيه، وأحد ممثليه هو رئيس حكومة الاحتلال " نتانيهو " الذي خرج قبل أسبوع بنشر مقطع فيديو على صفحته على «فايسبوك»، باللغة الإنكليزية
وحيث وصف، مطلب إخلاء المستوطنات في الضفة
المحتلة، بأنه «تطهير عرقي» قائلاً إنه في الوقت الذي لا يعتبر فيه أحد العرب في إسرائيل
عقبة أمام «طريق السلام»، لا يجب النظر إلى «المستوطنين اليهود في الضفة كعقبة أمام
السلام.
نددت الحليف الاستراتيجي لإسرائيل
" الولايات المتحدة الامريكية " بالتصريحات، كما ندد الأمين العام لأمم المتحدة
وقال إنها تصريحات شنيعة وغير مقبولة وشدد الأمين العام "لنكن واضحين أن الاستيطان
غير شرعي بنظر القانون الدولي
“وتابع: يجب أن ينتهي خنق واضطهاد الاحتلال للأراضي الفلسطينية"
سعادة الامين العام:
أن هذه الإدانة لم تعدي تجدي نفعا إننا إذ نعتقد جازمآ بأن تساهل الأمم
المتحدة والمجتمع الدولي تجاه سياسات الأحتلال الصهيوني العدوانية ضد شعبنا، قد كان
أحد أهم الأسباب التي شجعت إسرائيل على الإمعان في انتهاكها لحقوق الإنسان في دولة
فلسطين المحتلة، فإننا نؤمن بأنه قد آن الأوان لكي تضطلع مؤسستكم الدولية بمسؤولياتها
تجاه القضية الفلسطينية، وأن تقف بحزم تجاه الدول المارقة والخارجة عن القانون الدولي،
وأنهاء الاستعمار الاستيطاني في فلسطين بسقف زمني محدد وآليات واضحة، فبات من الواضح
أن السياسة الرسمية لنتانيهو وحكومته تقوم على
مبدأ إدارة الصراع وليس حله .
لا أعرف بماذا قصد نتانيهو أن هناك دول
مستنيرة تدعم هذا الوصف، حيث أن المجتمع الدولي متفق أن أي بناء استيطاني في حدود ل
67 هي غير شرعية ولابد من تفكيكها.
فحكومة إسرائيل تتحدى المواثيق والقوانين
الدولية حيث أن اتفاقية جنيف الرابعة تتحدث
لا يجوز لدولة الاحتلال أن ترحل أو تنقل
أجزاء من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها
المادة 147 من نفس الاتفاقية تعتبر الممارسات
التي تتلازم مع الاستيطان كأعمال التدمير والتخريب والمصادرة بطرق تعسفية من المخالفات
الجسيمة التي يعاقب عليها القانون الدولي.
قرار مجلس الأمن رقم 446 لسنة 1979 الذي
أكد على أن الاستيطان ونقل السكان المدنيين الى الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي،
وقرار مجلس الأمن رقم 465 لسنة 1980الذي دعا الى تفكيك المستوطنات وازالتها برمتها-القرار
رقم 452 لسنة 1979 ويقضي بوقف الاستيطان، حتى في القدس، وبعدم الاعتراف بضمها.
هناك أصوات نيرة في إسرائيل أبت الا أن
تكشف الحقيقة ومنع تزييف التاريخ، هي أصوات لمؤرخين وكتاب إسرائيليين أرفع القبعة والاحترام
لهم.
الأصوات الحرة من أمثال جدعون ليفي وعميرة
هاس وإيلان بابيه وكل المناصرين للحق الفلسطيني ، أنها أصوات مسموعة داخل المجتمع الإسرائيلي
يجب تشجيعهم لانهم يجيدون المفردات واللغة والحقيقة معا من أجل كشف الحقيقة ومنع تزيف
الواقع من قبل حكومة إسرائيل ، هذه الأصوات وغيرها مما يدافعون عن الحقيقة في وجه غطرسة
الاحتلال وجرائمه يجب ان ندعمها لاختراق المجتمع الإسرائيلي ، عميرة وجدعون أصحاب أعمدة
مشهورة في صحيفة هآرتس خصص لكل منهما للكتابة عن الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال ، والأخر
هو مؤرخ وهو أحد أبرز تيار المؤرخين الجدد الذين أعادوا كتابة التاريخ "الإسرائيلي"
وتاريخ الصهيونية، ويصف الاحتلال "الإسرائيلي" للأراضي الفلسطينية بأفظع
احتلال عرفه التاريخ الحديث .
ومن هذا المنطلق أتوجه للقيادة الفلسطينية
والمجتمع المدني
*العمل على تشكيل خلية عمل للتواصل مع الشخصيات والمنظمات الإسرائيلية
التي تسعى للسلام والتأثير عليها وخلق جو من التفاعل داخل إسرائيل مع حق إقامة الدول
الفلسطينية كقوة ضغط على حكومة إسرائيل.
**العمل على تشكيل لجنة اعلامية تمتلك المهنية والقدرة على تنفيذ مهامها
في اعادة التعريف للعالم بالقضية الفلسطينية بلغات متعددة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي
المتاحة.
اسم إيلان بابيه مجهولاً لمناصري القضية
الفلسطينية في العالم.
كتابه الشهير «التطهير العرقي في فلسطين»
كان وثيقة دامغة في فضح الممارسات الصهيونية ضد الفلسطينيين، بناء على وقائع مسجّلة،
حيث سرد الوقائع التاريخية لتهجير 800 ألف فلسطيني وطمس معالم 400 قرية فلسطينية أبان
النكبة الفلسطينية سنة 1948 ـ وفي كتابه «خارج الإطار: القمع الأكاديمي والفكري في
إسرائيل» الذي صدر عام 2010، يفضح ممارسات المؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية ضد كل من
يميط اللثام عن حقيقة الأيديولوجيا الصهيونية التي سعت إلى تعميم رواية مزيّفة وملفّقة
عن النكبة الفلسطينية.
وعليه أن لم يقرأ نتانيهو وحكومته كتاب
المؤرخ الإسرائيلي " التطهير العرقي في فلسطين " على استعداد طبع مئات النسخ
منها وارسالها للكنسيت ومكتبه.
ليس هذا فحسب بعد تصريح نتانيهو كتب الصحفي
المشهور جدعون ليفي في هآرتس مقال بعنوان
الأشخاص الذين سببوا الـ 1948 " وننقل
جزء من المقال
حيث يقول جدعون ليفي
رقم قياسي آخر للوقاحة الاسرائيلية دون
ماكياج ودون مبررات: اخلاء المستوطنين من الضفة (الذي لم يحصل ويبدو أنه لن يحصل) هو
تطهير عرقي. الدولة التي أحضرت التطهير الكبير في العام 1948 ومنذئذ لم تتنازل من اعماق
قلبها عن التطهير ولم تتوقف للحظة عن تنفيذ التطهيرات الصغيرة الممنهجة، في غور الاردن،
في جنوب جبل الخليل، في معاليه أدوميم والنقب ايضا – هذه الدولة تسمي اخلاء المستوطنين
تطهيرا عرقيا. تساوي بين المعتدين في المناطق المحتلة وبين أبناء البلاد الذين يتمسكون
بأراضيهم وبيوته بين يافا وغزة لم تبق أي حاضرة عربية واحدة. أما باقي اجزاء البلاد
عليها نُدب بسبب تدمير القرى وبقايا حياة. هذا يسمى تطهير عرقي وليس له اسم آخر. أكثر
من 400 قرية ومدينة محيت عن وجه الارض، وبدلا منها تم وضع حاضرات يهودية، في الغابات
والاكاذيب. تم اخفاء الحقيقة عن الاسرائيليين اليهود.
يقول المؤرخ ايلان في أحد الندوات السياسية
أن وزير الحرب " موشيه ديان
" ووزير الصناعة والزراعة في عام 1967" ايغل ايلون " تم طرح فكرة في
اجتماعهم، فكرتهم تقوم بالأساس على تقسيم الضفة الغربية لضفتين ضفة غربية مأهولة بالفلسطينيين
ويمكن ويكون لهم حق الاستقلال فيها او الحاقها بالأردن في إي سياق تاريخي ، هذا ما
تقصده حكومة إسرائيل في حل الدولتين ، ومن ثم ضفة غربية تحتاجها إسرائيل لا يوجد فيها
إي فلسطيني ، مثل ما قال أيلون في التاسع او العاشر من يونيو من 1967 يجب ان يستوطنها
اليهود وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن ضم الضفة لإسرائيل لأنها لا تستطع ضمها بصورة
رسمية ، حتى لا تتسبب في مشاكل مع أمريكا والمجتمع الدولي ، ولهذا هي تقوم بتهويد المنطقة
عوضا عن ضمها يصوره رسمية ، سياسات التطهير العرقي في فلسطين مستمرة وإن تبدلت أدواتها
وآلياتها.
رسالتنا للقوي السياسية والاجتماعية في
إسرائيل؛
يجب على كل إسرائيلي مُحب للسلام ويعي جيداً
ما هو السلام وما هي أهميته ومكانته لكلا الشعبين أن يخرج عن دائرة الصمت وان يسمع
لحكومته ولكل العالم صوته بصوت الحق والاعتراف بحقوق الاخرين، وهناك الكثيرون من دعاة
ومحبين السلام عليهم التحدث بصوت عال ويجب أن يكون واضحاً لأي عاقل إسرائيلي أن إسرائيل
تحتاج إلى السلام، لا المستوطنات .
ليست هناك خيارات كثيرة وانما هناك خيارين
لا ثالث لهما
أما سلام حقيقي خالي من الاستيطان والاحتلال
والقهر والكراهية، واما خيار البقاء في مسلسل الدم والقتل وهذا سيولد انفجار عاجلآ
أما أجل، أننا نفهم السلام على أنه رسالة وعي وسلوك، أساسه الرغبة المتبادلة فيه، ومضمونه
الأقرار بالحقوق، وغايته العيش بأمن وسلام على قاعدة التكافؤ.
أعتقد أنه عندما تنظر حكومة إسرائيل إلى
الفلسطينيين كشركاء متساوين وليس كشعب تم إخضاعه ويمكن فرض إرادتها عليه سيتم حينها
تحقيق السلام التي يجب أن يتحقّق لكي يعيش الشعبين بأمن وأمان مشترك ومتبادل.
الفلسطينيون يملكون الرغبة في إنهاء الصراع
مع إسرائيل ولكنهم وبنفس الوتيرة يملكون الارادة لاستعادة حقوقهم المشروعة التاريخية.
لقد سمعنا منكم الكثير عن رغبتكم بالسلام،
ولكننا لم نرى من حكومتكم سوى الحصار والتدمير واستمرار التهويد والاستيطان وهذا ما
يتناقض تماماً مع نداء وروح وقيم السلام.
عليكم ترجمة اقوالكم الى أفعال، يجب أن
تتحرك بكم ضمائركم وان تثبتوا وتؤكدوا بانها ضمائر حيه وان يعلو صوتكم وان يرافق فعلكم
وعملكم ونضالكم من أجل أحياء سلام الشجعان واحلال السلام العادل الذي ترنوا عيوننا
جميعاً اليه.
على الرغم من النكسات والمآسي العديدة والمؤلمة
التي تعرض ويتعرض لها الشعب الفلسطيني أن شعبنا ما زال يمد يده ومن موقع الاقتدار لتحقيق
سلام عادل وشامل.
أن 'الوقت ينفد ونافذة
السلام تضيق بسرعة وفي طريقها الى التلاشي، وهذا ما يمكن له أن يقتل آي بصيص أمل في
صنع السلام العادل والشامل.
كل التحيه لهذه المعلومات الدقيقه والتحليل الدقيق اكمل ياصديقي
ردحذفشكرآ لك ودمت ايها المخلص والوطني الجميل
ردحذف