الاثنين، 15 مايو 2017

رســالة للأمين العام للأمم المتحدة بمرور 69 عاما للنكبة

رســالة للأمين العام للأمم المتحدة   ...
السيد : أنطونيو غوتيريش ،، الموقر
الأمم المتحدة – نيويورك

نكتب إليكم هذه الرسالة لنعبر لكم كشعب يرزخ تحت الاحتلال عن بالغ انزعاجنا بسبب الظروف الخطيرة التي تمر بها عملية السلام في الشرق الاوسط واتساع  الممارسات اللاإنسانية المختلفة لقوات الاحتلال الإسرائيلية وانتهاكها للمواثيق والأعراف الدولية.

أن الشعب الفلسطيني الذي ارتبطت قضيته منذ نشأتها الأولى بمنظمة الأمم المتحدة يعلق بشكل خاص ومباشر آمالا كبيرا عليها وعلى المجتمع الدولي بأسره من أجل إنصافه وتمكينه من استعادة وممارسة حقوقه الثابتة وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس التي تنص عليها قرارات منظمتكم الموقرة.
فالامم المتحدة تتحمل مسؤولية تاريخية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته فهي التي صادقت على القرار 181 الصادر عنها وهي التي أكدت من خلال عشرات القرارات لهيئاتها المختلفة على عدالة وشرعية حقوق الشعب الفلسطيني فإن الأمم المتحدة تقع على عاتقها مسؤولية دائمة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية.

 سعادة الأمين العام:

يصادف يوم 15 مايو مرور ( 69 )عامآ على النكبة التي لحقت بالشعب الفلسطيني وأجياله المتعاقبة التي أدت إلى اقتلاعه وتشريده من أرض وطنه وتجريده من كافة حقوقه الإنسانية والاستيلاء على ممتلكاته ومقدراته وتعريضه طيلة تلك العقود الماضية في الشتات لكافة أشكال وألوان الظلم والقهر والعذابات المستمرة  غير انها كانت ايضا عقود من النضال المستمر خاضها الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس  حتى يتسنى له الإسهام وعلى قدم المساواة جنبا إلى جنب مع كل شعوب المنطقة في بناء وتدعيم السلام الدائم وتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء فيها للجميع.

 سعادة الأمين العام :

ونحن إذ نستذكر هذه الأحداث والظروف التاريخية القاسية والمريرة التي عانى منها الشعب الفلسطيني طويلا ولا زال يعاني وها هي معاناته تزيد هذه الايام والتي يصح لنا ان نصفها بالعصيبة والمؤلمة لما يخوضه الأسرى الفلسطينيين من اضراب عن الطعام لرفع الظلم بكل قسوته عنهم اذ اننا جميعاً نناشدكم باسم العدالة والحرية ونناشد المجتمع الدولي ونناشد كل محبي الحرية والعدل والسلام والديمقراطية في العالم تكثيف جهودكم الخيرة وتفعيلها وبذل جل مساعيكم لمؤازرة الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل ترجمة
هذه الأهداف النبيلة أسوة بكافة شعوب الأرض ليسود الأمن والسلام فى العالم أجمع من خلال إقامة الدولة الفلسطينية .

 سعادة الأمين العام :

ان الاحتلال الإسرائيلي هو الأطول في التاريخ المعاصر لا يمكن أن ينهيه إلا الأحرار الذين يرفضون العبودية والإهانة وجدران الفصل والمستوطنات حتى يذكرهم التاريخ أبطالآ للحق وصناعآ حقيقيون للكرامة الإنسانية.
إننا إذ نعتقد جازمآ بأن تساهل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاه سياسات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية خلال السنوات الماضية ، قد كان أحد أهم الأسباب التي شجعت إسرائيل على الإمعان في انتهاكها لحقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة وخصوصآ فى دولة فلسطين المحتلة، فإننا نؤمن بأنه قد آن الأوان لكي تضطلع مؤسستكم الدولية بمسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية العادلة وأن تقف بحزم تجاه الدول المارقة والخارجة عن القانون الدولي .

سعادة الأمين العام :

نهديكم كتاب المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه بعنوان " «التطهير العرقي في فلسطين» حيث سرد الوقائع التاريخية لتهجير 800 ألف فلسطيني وطمس معالم 400 قرية فلسطينية أبان النكبة الفلسطينية سنة 1948 .



                                                              وتفضلوا بقبول فائق الإحترام ...
المرسل:
الناشط السياسي ، أحمد صالح
دولة فلسطين

الأربعاء، 10 مايو 2017

فتح لم تخسر - وحماس لم تفوز

تجربة ديمقراطية أخرى تشهدها جامعة بيرزيت، وهذا أمر جميل أن تتمتع الضفة الغربية الجزء الأخر من الوطن المشردم أن  تعيش أجواء الديمقراطية كل سنة عبر انتخابات مجالس الطلبة للجامعات الفلسطينية .

وهنا نقول إنتصرت الديمقراطية والتعددية السياسية وأتمنى كما يتمناه جميع أبناء شعبنا نقل هذه التجربة لقطاع غزة الحبيب الذي لم تجر فيه أية إنتخابات لمجالس الطلبة منذ 2007 لغاية اليوم ، هذا العرس الديمقراطي الذي نشاهده في جامعات الضفة الغربية هو تعبير على مدى التزام حركة فتح بخيار الديمقراطية والاحتكام لصندوق الأقتراع، رغم الانقسام السياسي القائم الذى مزقق أحشاء شعبنا الفلسطيني، والامر الأخر الذي يجب أن نقدره هي الشفافية والنزاهة التي تسود انتخابات مجالس الطلبة في كلل جامعات الضفة الغربية، نبارك للكتلة الإسلامية التابعة لحركة حماس هذا الإنجاز الذى لم يصل لمستوى الفوز بعد لأن من سيتولى رئاسة مجلس الطلبة عليه أن يملك أكثر من 25 مقعدا ، وبناء عليه يجب أن تتحالف مع بعض الأطر الطلابية الأخرى.
اما حركة الشبيبة الفتحاوية فلم تخسر الكثير بل حسنت من وضعها النقابي بزيادة مقاعدها بمقعد عما كانت عليه في السنة الماضية، بفارق 432 صوت وبفوزها فى ست جامعات أجري فيها الإنتخابات هذا الربيع ، هذا العرس الديمقراطي الذي يجب ان يشكل نبراس للجميع على اعتبار ان صندوق الاقتراع هو الحكم ، سواء كان ذلك في الجامعة او التشريعي او اي مؤسسة او اطار اخر.
وهنا نقول انتصرت حركة فتح بخيارها الديمقراطي، انتصرت بإيمانها العميق بصندوق الاقتراع، وإنتصرت بحماية نتائج العملية الديمقراطية كأقصر الطرق لحسم الخلافات وعليه لابد من عقد الإنتخابات النقابية والطلابية في كل الوطن وليس في جزء من الوطن ، وصولا لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني حسب ما هو متفق عليه بالقاهرة، علما بأن الانتخابات كانت تسير بكل راحة ويسر، هنا يجب القول أن مبدأ الانتخابات يعتمد على المنافسة وليس الصراع ، الطالب ينتخب من يقدم له الأفضل، بعيداً عن السياسية ومفرداتها.

الأسباب التي أدت الى عدم تحقيق فوز كبير للشبيبة الفتحاوية، يجب أن تدرس بعناية لان الوقوع بنفس الخطأ وعدم معالجة مكامن الخلل جريمة يجب ان تشكل لها لجنة تحقيق واستخلاص العبر ، وليس عيبا المصارحة ومراجعة الذات .
ليس العيب في أن تخطئ، بل العيب هو ان لا تتعلم من أخطائك"

نستطرد هنا بعض الأسباب الى يتحملها الجميع في حركة فتح لعدم تحقيق النجاح الكافي في أن تقود مجلس الطلبة:
1- تواكل العديد من ابناء الشبيبة الفتحاوية وغيابهم عن التصويت على اعتبار ان النتيجة محسومة، واننا (لن نغلب اليوم من قلة)  حيث أن المؤشرات توحي بأن ثلثي الطلبة ينتمون لحركة فتح.

2- يجب عدم المبالغة بالدلالات السياسية لنتائج هذه الانتخابات، ليست مقياس وليست مؤشر ذو مدلول سياسي، لا يجب المبالغة في ذلك ، لا أرى في انتخابات بيرزيت مؤشراً على نبض الشارع كما يقول البعض، "والدليل انتخابات 2006 التي شهدت تقارباً في نتائج بيرزيت بينما في انتخابات التشريعي حازت حماس على ثلثي الأصوات فيما حازت فتح على أقل من الثلث مع فصائلل منظمة التحرير كاملة"كما أن هناك جامعات حصدت الشبيبة الفتحاوية الفوز بها وعدد طلابها أكثر من بير زيت .

3- ان من هزم فتح في انتخابات بير زيت ليست حركة حماس، من هزم فتح هي فتح نفسها، لا يستطيع احد ان يقهر فتح، هي التي تقهر نفسها، حالة التقهقر داخل أروقة حركة فتح وتصارع التيارات داخل الحركة هي من أدت الى ضعف أداء الحركة على أرض الواقع .

4- الرسالة القاسية التي وصلت من بير زيت يجب ان تشكل جرس انذار كاف لمعالجة مكامن الخلل، والجميع هنا يتحمل المسؤولية الكاملة، بدأ من أعضاء الشبيبة وصولاً للجنة المركزية وبالتحديد ملف التعبئة والتنظيم الذي يجب عليه أن يخرج  ويتحمل هذه الخسارة ، والذى يجب أن يعمل على تقليص الفجوة بين القيادة والقاعدة ، والتركيز على بناء مقومات الحركة .

5- من بين هذه الأسباب، بعض التصريحات والمواقف السياسية أو ردود الفعل على الأحداث، التي تغير مزاج الرأي العام .

6- طريقة اختيار الممثلين، والخاضعة لمبدأ "المحسوبية"، الذي يولّد، في كثير من الأحيان، الخلافات، والحساسيات.. التي تكون نتيجتها الامتناع عن التصويت أو حتى التصويت الانتقامي لـ"البعض، وهنا يذكرنا بانتخابات التشريعية في قطاع غزة "

7- الخطاب الإعلامي والموجه في إدارة الحملات الانتخابية ليس كافيآ، وهنا الخلل تتحمله كوادر الشبيبة في الجامعة، حيث المناظرات الانتخابية والحملة الإعلامية المرافقة تكون فيها حركة حماس أقوي ، والسبب هو عدم اختيار شخصيات ذي كفاءة ولباقة في المناظرات ، حيث كوادر الكتلة الاسلامية يتحدثون دوماً على وتر التنسيق الأمني والشعارات الرنانة، وهو ما يعكرر  مزاج الطالب المنتخب.

8- الخطأ الأكبر لحركة فتح منذ نشأتها تتحمل وزر أخطاء الفصائل الأخرى ، كونها هي الأم ، تاريخياً تحملت أخطاء فصائل كانت تعصف بالثورة، لا نريد الحديث عنها هنا، لكن ما يجب أن نقول هو أن حركة فتح تتحمل أخطاء السلطة والحكومة، أي أن الحسنةة لمن يعملها والسيئة لفتح ، وهناك يجب أن نتحدث بصوت عال ونقول كفى أن تتحمل حركة فتح أخطاء الاخرين، لأن فتح ليست هي الحكومة وحركة فتح ليست هي السلطة، والدمج بينهما خطأ كبير، وهذا ما يجب توضيحه للشارع الفلسطيني ،وايضأ تصرفات بعض الأشخاص المحسوبين على فتح داخل الجامعة تسئ لفتح ، ولهذا يجب تفعيل مبدأ الثواب والعقاب داخل الحركة .

في الختام يجب القول أن حركة فتح والشبيبة الفتحاوية مطالبتان اليوم ، بإعادة صياغة حقيقية لمفهوم العمل النقابي، وبناء كادر سياسي مؤمن بتوجهات ومبادئ وأهداف حركة فتح وفكرها، وليس مكاسب شخصية، وأن كوادر فتح مطالبون اليوم بتركيزز الاهتمام على النتائج والإنجازات على الأرض والعمل على خلق قيادة جماعية متناغمة ومنسجمة تقود مشروع النهوض بالحركة،، ويجب ان تتشكل أطر تضم الجميع وتؤسس لعمل ونشاط تنظيمي صحيح وفاعل وتتجاوز عقبة الأسماء والصراعات الداخلية. إنن الصورة المشرقة تستدعي من جميع فئات المجتمع الذي يتمثل في الحركة من شيوخ وشبيبة ومرأة العمل على النهوض بحركة فتح، تاركين وراء ظهرنا كل الآلام أو الاحباطات أو النظرات المشوشة، مركزين الهدف نحو البناء والكسب وإشعال مصباح الفجر القادم، وفتح التي رسمت لنا الطريق وصنعتنا تطالبنا اليوم برد الوفاء لها ولدماء الشهداء ولاسرنا البواسل فى زنازين الإحتلال .
الكاتب " أحمد صالح " 
غزة - فلسطين