الاثنين، 15 مايو 2017

رســالة للأمين العام للأمم المتحدة بمرور 69 عاما للنكبة

رســالة للأمين العام للأمم المتحدة   ...
السيد : أنطونيو غوتيريش ،، الموقر
الأمم المتحدة – نيويورك

نكتب إليكم هذه الرسالة لنعبر لكم كشعب يرزخ تحت الاحتلال عن بالغ انزعاجنا بسبب الظروف الخطيرة التي تمر بها عملية السلام في الشرق الاوسط واتساع  الممارسات اللاإنسانية المختلفة لقوات الاحتلال الإسرائيلية وانتهاكها للمواثيق والأعراف الدولية.

أن الشعب الفلسطيني الذي ارتبطت قضيته منذ نشأتها الأولى بمنظمة الأمم المتحدة يعلق بشكل خاص ومباشر آمالا كبيرا عليها وعلى المجتمع الدولي بأسره من أجل إنصافه وتمكينه من استعادة وممارسة حقوقه الثابتة وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس التي تنص عليها قرارات منظمتكم الموقرة.
فالامم المتحدة تتحمل مسؤولية تاريخية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته فهي التي صادقت على القرار 181 الصادر عنها وهي التي أكدت من خلال عشرات القرارات لهيئاتها المختلفة على عدالة وشرعية حقوق الشعب الفلسطيني فإن الأمم المتحدة تقع على عاتقها مسؤولية دائمة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية.

 سعادة الأمين العام:

يصادف يوم 15 مايو مرور ( 69 )عامآ على النكبة التي لحقت بالشعب الفلسطيني وأجياله المتعاقبة التي أدت إلى اقتلاعه وتشريده من أرض وطنه وتجريده من كافة حقوقه الإنسانية والاستيلاء على ممتلكاته ومقدراته وتعريضه طيلة تلك العقود الماضية في الشتات لكافة أشكال وألوان الظلم والقهر والعذابات المستمرة  غير انها كانت ايضا عقود من النضال المستمر خاضها الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس  حتى يتسنى له الإسهام وعلى قدم المساواة جنبا إلى جنب مع كل شعوب المنطقة في بناء وتدعيم السلام الدائم وتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء فيها للجميع.

 سعادة الأمين العام :

ونحن إذ نستذكر هذه الأحداث والظروف التاريخية القاسية والمريرة التي عانى منها الشعب الفلسطيني طويلا ولا زال يعاني وها هي معاناته تزيد هذه الايام والتي يصح لنا ان نصفها بالعصيبة والمؤلمة لما يخوضه الأسرى الفلسطينيين من اضراب عن الطعام لرفع الظلم بكل قسوته عنهم اذ اننا جميعاً نناشدكم باسم العدالة والحرية ونناشد المجتمع الدولي ونناشد كل محبي الحرية والعدل والسلام والديمقراطية في العالم تكثيف جهودكم الخيرة وتفعيلها وبذل جل مساعيكم لمؤازرة الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل ترجمة
هذه الأهداف النبيلة أسوة بكافة شعوب الأرض ليسود الأمن والسلام فى العالم أجمع من خلال إقامة الدولة الفلسطينية .

 سعادة الأمين العام :

ان الاحتلال الإسرائيلي هو الأطول في التاريخ المعاصر لا يمكن أن ينهيه إلا الأحرار الذين يرفضون العبودية والإهانة وجدران الفصل والمستوطنات حتى يذكرهم التاريخ أبطالآ للحق وصناعآ حقيقيون للكرامة الإنسانية.
إننا إذ نعتقد جازمآ بأن تساهل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاه سياسات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية خلال السنوات الماضية ، قد كان أحد أهم الأسباب التي شجعت إسرائيل على الإمعان في انتهاكها لحقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة وخصوصآ فى دولة فلسطين المحتلة، فإننا نؤمن بأنه قد آن الأوان لكي تضطلع مؤسستكم الدولية بمسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية العادلة وأن تقف بحزم تجاه الدول المارقة والخارجة عن القانون الدولي .

سعادة الأمين العام :

نهديكم كتاب المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه بعنوان " «التطهير العرقي في فلسطين» حيث سرد الوقائع التاريخية لتهجير 800 ألف فلسطيني وطمس معالم 400 قرية فلسطينية أبان النكبة الفلسطينية سنة 1948 .



                                                              وتفضلوا بقبول فائق الإحترام ...
المرسل:
الناشط السياسي ، أحمد صالح
دولة فلسطين

الأربعاء، 10 مايو 2017

فتح لم تخسر - وحماس لم تفوز

تجربة ديمقراطية أخرى تشهدها جامعة بيرزيت، وهذا أمر جميل أن تتمتع الضفة الغربية الجزء الأخر من الوطن المشردم أن  تعيش أجواء الديمقراطية كل سنة عبر انتخابات مجالس الطلبة للجامعات الفلسطينية .

وهنا نقول إنتصرت الديمقراطية والتعددية السياسية وأتمنى كما يتمناه جميع أبناء شعبنا نقل هذه التجربة لقطاع غزة الحبيب الذي لم تجر فيه أية إنتخابات لمجالس الطلبة منذ 2007 لغاية اليوم ، هذا العرس الديمقراطي الذي نشاهده في جامعات الضفة الغربية هو تعبير على مدى التزام حركة فتح بخيار الديمقراطية والاحتكام لصندوق الأقتراع، رغم الانقسام السياسي القائم الذى مزقق أحشاء شعبنا الفلسطيني، والامر الأخر الذي يجب أن نقدره هي الشفافية والنزاهة التي تسود انتخابات مجالس الطلبة في كلل جامعات الضفة الغربية، نبارك للكتلة الإسلامية التابعة لحركة حماس هذا الإنجاز الذى لم يصل لمستوى الفوز بعد لأن من سيتولى رئاسة مجلس الطلبة عليه أن يملك أكثر من 25 مقعدا ، وبناء عليه يجب أن تتحالف مع بعض الأطر الطلابية الأخرى.
اما حركة الشبيبة الفتحاوية فلم تخسر الكثير بل حسنت من وضعها النقابي بزيادة مقاعدها بمقعد عما كانت عليه في السنة الماضية، بفارق 432 صوت وبفوزها فى ست جامعات أجري فيها الإنتخابات هذا الربيع ، هذا العرس الديمقراطي الذي يجب ان يشكل نبراس للجميع على اعتبار ان صندوق الاقتراع هو الحكم ، سواء كان ذلك في الجامعة او التشريعي او اي مؤسسة او اطار اخر.
وهنا نقول انتصرت حركة فتح بخيارها الديمقراطي، انتصرت بإيمانها العميق بصندوق الاقتراع، وإنتصرت بحماية نتائج العملية الديمقراطية كأقصر الطرق لحسم الخلافات وعليه لابد من عقد الإنتخابات النقابية والطلابية في كل الوطن وليس في جزء من الوطن ، وصولا لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني حسب ما هو متفق عليه بالقاهرة، علما بأن الانتخابات كانت تسير بكل راحة ويسر، هنا يجب القول أن مبدأ الانتخابات يعتمد على المنافسة وليس الصراع ، الطالب ينتخب من يقدم له الأفضل، بعيداً عن السياسية ومفرداتها.

الأسباب التي أدت الى عدم تحقيق فوز كبير للشبيبة الفتحاوية، يجب أن تدرس بعناية لان الوقوع بنفس الخطأ وعدم معالجة مكامن الخلل جريمة يجب ان تشكل لها لجنة تحقيق واستخلاص العبر ، وليس عيبا المصارحة ومراجعة الذات .
ليس العيب في أن تخطئ، بل العيب هو ان لا تتعلم من أخطائك"

نستطرد هنا بعض الأسباب الى يتحملها الجميع في حركة فتح لعدم تحقيق النجاح الكافي في أن تقود مجلس الطلبة:
1- تواكل العديد من ابناء الشبيبة الفتحاوية وغيابهم عن التصويت على اعتبار ان النتيجة محسومة، واننا (لن نغلب اليوم من قلة)  حيث أن المؤشرات توحي بأن ثلثي الطلبة ينتمون لحركة فتح.

2- يجب عدم المبالغة بالدلالات السياسية لنتائج هذه الانتخابات، ليست مقياس وليست مؤشر ذو مدلول سياسي، لا يجب المبالغة في ذلك ، لا أرى في انتخابات بيرزيت مؤشراً على نبض الشارع كما يقول البعض، "والدليل انتخابات 2006 التي شهدت تقارباً في نتائج بيرزيت بينما في انتخابات التشريعي حازت حماس على ثلثي الأصوات فيما حازت فتح على أقل من الثلث مع فصائلل منظمة التحرير كاملة"كما أن هناك جامعات حصدت الشبيبة الفتحاوية الفوز بها وعدد طلابها أكثر من بير زيت .

3- ان من هزم فتح في انتخابات بير زيت ليست حركة حماس، من هزم فتح هي فتح نفسها، لا يستطيع احد ان يقهر فتح، هي التي تقهر نفسها، حالة التقهقر داخل أروقة حركة فتح وتصارع التيارات داخل الحركة هي من أدت الى ضعف أداء الحركة على أرض الواقع .

4- الرسالة القاسية التي وصلت من بير زيت يجب ان تشكل جرس انذار كاف لمعالجة مكامن الخلل، والجميع هنا يتحمل المسؤولية الكاملة، بدأ من أعضاء الشبيبة وصولاً للجنة المركزية وبالتحديد ملف التعبئة والتنظيم الذي يجب عليه أن يخرج  ويتحمل هذه الخسارة ، والذى يجب أن يعمل على تقليص الفجوة بين القيادة والقاعدة ، والتركيز على بناء مقومات الحركة .

5- من بين هذه الأسباب، بعض التصريحات والمواقف السياسية أو ردود الفعل على الأحداث، التي تغير مزاج الرأي العام .

6- طريقة اختيار الممثلين، والخاضعة لمبدأ "المحسوبية"، الذي يولّد، في كثير من الأحيان، الخلافات، والحساسيات.. التي تكون نتيجتها الامتناع عن التصويت أو حتى التصويت الانتقامي لـ"البعض، وهنا يذكرنا بانتخابات التشريعية في قطاع غزة "

7- الخطاب الإعلامي والموجه في إدارة الحملات الانتخابية ليس كافيآ، وهنا الخلل تتحمله كوادر الشبيبة في الجامعة، حيث المناظرات الانتخابية والحملة الإعلامية المرافقة تكون فيها حركة حماس أقوي ، والسبب هو عدم اختيار شخصيات ذي كفاءة ولباقة في المناظرات ، حيث كوادر الكتلة الاسلامية يتحدثون دوماً على وتر التنسيق الأمني والشعارات الرنانة، وهو ما يعكرر  مزاج الطالب المنتخب.

8- الخطأ الأكبر لحركة فتح منذ نشأتها تتحمل وزر أخطاء الفصائل الأخرى ، كونها هي الأم ، تاريخياً تحملت أخطاء فصائل كانت تعصف بالثورة، لا نريد الحديث عنها هنا، لكن ما يجب أن نقول هو أن حركة فتح تتحمل أخطاء السلطة والحكومة، أي أن الحسنةة لمن يعملها والسيئة لفتح ، وهناك يجب أن نتحدث بصوت عال ونقول كفى أن تتحمل حركة فتح أخطاء الاخرين، لأن فتح ليست هي الحكومة وحركة فتح ليست هي السلطة، والدمج بينهما خطأ كبير، وهذا ما يجب توضيحه للشارع الفلسطيني ،وايضأ تصرفات بعض الأشخاص المحسوبين على فتح داخل الجامعة تسئ لفتح ، ولهذا يجب تفعيل مبدأ الثواب والعقاب داخل الحركة .

في الختام يجب القول أن حركة فتح والشبيبة الفتحاوية مطالبتان اليوم ، بإعادة صياغة حقيقية لمفهوم العمل النقابي، وبناء كادر سياسي مؤمن بتوجهات ومبادئ وأهداف حركة فتح وفكرها، وليس مكاسب شخصية، وأن كوادر فتح مطالبون اليوم بتركيزز الاهتمام على النتائج والإنجازات على الأرض والعمل على خلق قيادة جماعية متناغمة ومنسجمة تقود مشروع النهوض بالحركة،، ويجب ان تتشكل أطر تضم الجميع وتؤسس لعمل ونشاط تنظيمي صحيح وفاعل وتتجاوز عقبة الأسماء والصراعات الداخلية. إنن الصورة المشرقة تستدعي من جميع فئات المجتمع الذي يتمثل في الحركة من شيوخ وشبيبة ومرأة العمل على النهوض بحركة فتح، تاركين وراء ظهرنا كل الآلام أو الاحباطات أو النظرات المشوشة، مركزين الهدف نحو البناء والكسب وإشعال مصباح الفجر القادم، وفتح التي رسمت لنا الطريق وصنعتنا تطالبنا اليوم برد الوفاء لها ولدماء الشهداء ولاسرنا البواسل فى زنازين الإحتلال .
الكاتب " أحمد صالح " 
غزة - فلسطين 

السبت، 18 مارس 2017

ماذا بعد ، مؤتمرات الخارج وليبرمان !!

لعبت منظمة التحرير الفلسطينية أدوارا مهمة في القضية الفلسطينية منذ الإعلان عن تكوينها عام 1964 حتى الآن، وأصبحت جامعة للكل الفلسطيني، وصارت الممثل الشرعي والوحيد والأوحد للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، والمنظمة هي حق سياسي تاريخي مكتسب بالنضال والتضحيات ودماء الشهداء التي سالت لنيل وتكريس القرار الوطني المستقل والحفاظ عليها واجب وطني.

ما دفعني لكتابة هذا الموضوع  هي الضرورة المهمة ، وتتمثل فى المحاولات الجدية لضرب مكانة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وضامن لهويته وإنجازاته الوطنية، والبرامج الخبيثة المنفذة من أجل ضرب المنظمة، تحت عناوين وشعارات زائفة يراد منها باطل وهدف واضح وهو خلق بديل للمنظمة أو إطار موازي، في حال فشل القضاء على المنظمة التي دفع أبناء شعبنا دمائهم لإنشائها والحفاظ على الإرث التاريخي والوطني لشعبنا كحصن متين لمنع طمس الهوية الوطنية الفلسطينية.

أن هذه المؤتمرات المتلاحقة في تركيا أو إيران أو غيرها من الدول، تحت شعارات وهمية، التي تهدف بشكل واضح إقامة مؤسسات بديلة للمنظمة تتحكم فيها دول إقليمية رخيصة.

كان آخر هذه المؤتمرات "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" في الفترة ما بين 25-26 فبراير الماضي في مدينة اسطنبول التركية وتحت رعاية الرئيس التركي الذي يتمتع بعلاقات وطيدة واستراتيجية مع الكيان الإسرائيلي.

لنؤكد للجميع أن مخرجات المؤتمر كانت إشارة واضحة لخلق إطار موازي أو بديل للمنظمة، لندع القارئ يحلل مضمون ما جاء على لسان المتحدث باسم المؤتمر الشعبي في إسطنبول " زياد العالول "
قال " إن المجلس الوطني انتهت صلاحيته وهو فاقد للشرعية والمؤتمر سيخاطب كل المجتمعات الدولية والخارج، إلى حين أن تفتح المنظمة أبوابها للمؤسسات الشعبية والمجتمع المدني"
وتابع العالول أنه يجري العمل على بناء المضمون السياسي، مبينا أن المؤتمر سيلعب دورًا سياسيا مهما في المرحلة المقبلة لصالح قضية اللاجئين، وأنه جرى التوافق على تحويل المؤتمر لمؤسسة شرعية وانتخاب الهياكل التنظيمية الخاصة به.

أي أن السيد العالول وزمرته يبن بشكل واضح هدف المؤتمر وأبتعد عن الشعارات المرفوعة بالكلام القاطع ، لا يعترف بالمجلس الوطني ، ويراه فاقد لشرعيته ، وأن هذه المؤسسة تحضر لعمل سياسي تنظيمي ستخاطب العالم بانها الممثل الجديد البديل عن المنظمة الشرعية وهي منظمة التحرير ، وقد تناست زمرة تركيا أن ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الجهة الممثلة للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وأن أكثر من ثلث أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني من فلسطين الشتات وهم ممثلون عن فلسطينيي الشتات ، وأن أي مؤتمرات تخص الشعب الفلسطيني بأي مكان لها عنوان واضح يجب أن تمر من خلاله " وهي منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد والأوحد للشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية الشرعية ممثلة بالرئيس محمود عباس "أبو مازن".

لكن نقول له ولمن يسير في ركبه ، ستفشل كل محاولاتكم لطمس القضية الفلسطينية ، وخلق بديل عن المنظمة ، وأن كانت دول إقليمية خلفكم ، وأن كان وزير دفاع الاحتلال " ليبرمان " خلفكم ويمهد لكم الطريق " ستفشلون لأنكم طارئين على التاريخ و طارئين على الحركة الوطنية والمشروع الوطني ، و إن شعبنا يدرك تماما أن أي بديل لمنظمة التحرير يعني أن قرار فلسطين سيكون مرتهن في يد جهات إقليمية بعيدة عنه ،وان قادة منظمة التحرير دفعوا ثمنا باهظا بدمائهم من أجل استقلالية القرار الوطني ، والحفاظ على المشروع الوطني من التصفية.
الأمر الخطير وفى غاية الخطورة، ويأتي ضمن خطة مبرمجة للقضاء على المنظمة أو شل تحركها في إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين كأحد أهم الثوابت الوطنية التي ترفض التنازل عنها.

خرج علينا يوم الخميس الموافق 16-33 وزير الإرهاب الإسرائيلي افيغدور ليبرمان ليقول " أن الصندوق القومي الفلسطيني منظمة إرهابية" بسبب الدعم الذي يقدمه هذا الصندوق لعناصر تمارس نشاطات "إرهابية" ضد إسرائيل.
وجاء في بيان أصدره مكتب ليبرمان أن الصندوق يُستخدم لنقل عشرات ملايين الشواقل شهريا إلى الأسرى الفلسطينيين الذين تعتقلهم إسرائيل في سجونها ولأبناء عائلاتهم، وفقا لما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية.

وأضاف البيان "يستخدم هذا الصندوق لدعم أبناء عائلات نشطاء /إرهابيين قتلوا أو جرحوا خلال ارتكابهم الأعمال الإرهابية" (على حد زعمه)
وذكر" ستتخذ السلطات الاسرائيلية الإجراءات اللازمة داخل البلاد وخارجها لمصادرة املاك واموال تابعة لهذا الصندوق"
يشار إلى أن الصندوق تأسس في عام 1964، ويتبع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتتمثل مهمته الأساسية في دعم الشعب الفلسطيني في كافة المجالات.

أن هذا التصريح الخطير لا يجب أن يمر مرور الكرام ، لأنه يهدف بشكل واضح للقضاء على منظمة التحرير ، ونحن نعتقد جازما أن هذا التصريح جاء نتيجة مخطط إسرائيلي تركي دولي للقضاء على الهوية الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير ، ليس تصريح عابر ، لو ربطنا الخيوط ببعضها نجد أن ما يحاك من مؤامرة دولية ، وللأسف الشديد يشارك فيها أطياف تدعي الانتماء الفلسطيني و تنجر وراء مخططات مشبوهة لتكون بديل لهذه المنظمة العتيدة التي تجمع الكل الفلسطيني والإرث الوطني والنضالي والتاريخي لشعبنا على مر الأجيال ، وتشكل رافعة وطنية وحصن متين أم مخططات تصفية الوجود الفلسطينية وتصفية قضيته ، التي يشارك فيها من يمنعون " حراك وطنيون من أجل إنهاء الانقسام " من التحرك لرأب الصدع بين شقي الوطن ، أن من يمنع وطنيون من أجل إنهاء الانقسام من عقد مؤتمراتها والتحرك على الشارع ، وفى المقابل يدعو ويشارك في مؤتمرات مشبوهة هو خارج الهوية الوطنية وان لبس عباءتها ، هو أداة لدول إقليمية لتصفية القضية الفلسطينية من خلال إقامة دولته المزعومة غزة وإنهاء الدولة الفلسطينية التي تكافح المنظمة من أجل إقامتها على حدود ال 67 وعاصمتها القدس .

نحذر شعبنا بكل مكان من استغلال هذه المنظمات وطينتهم عبر شعارات كاذبة ، ولن ينتهي هذا المخطط بل سيسعون مجددا لإقامة مؤتمرات مشبوهة خارجة عن الصف الوطني وسيتم عقد مؤتمر جديد تحت مسمي فلسطينيي أوروبا في 15 من إبريل القادم في مدينة روتردام الهولندية ، ولابد من التوضيح أن مدير المؤسسة هو تنصب مدير في مؤسسة مؤتمر تركيا الأخير أي أن الهدف واضح من كل هذه المؤتمرات وهو خلق بديل أو إطار موازي لمنظمة التحرير ، لو كان حقاً نواياهم سليمة وحريصين على وحدة الوطن ومؤسساته بوحدة أبناء شعبنا الفلسطيني في الشتات كان عليهم التنسيق مع الدوائر المعنية في منظمة التحرير ذات صلة بالتواجد الفلسطيني بالخارج, لكن مخططهم مكشوف ومفضوح ، وهو يتمثل بخلق إطار موازي ، أو بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية .

ومن هنا نوجه نداء لكل مؤسسات منظمة التحرير بضرورة تحديد موعد عقد المجلس الوطني الفلسطيني في أقرب وقت ممكن، وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة قادرة على مواجهة التحديات التي تهدد المشروع الوطني الفلسطيني وقطع الطريق أمام كل المحاولات لضرب منظمة التحرير.
وأخيرا وليس بيننا بأخر، ستبقى منظمة التحرير الفلسطينية الحصن المتين و الأمين و الدرع الواقي لحماية حقوق شعبنا الفلسطيني.

الناشط والكاتب -أحمد صالح
فلسطين -قطاع غزة

السبت، 11 فبراير 2017

الكف تناطح المخرز

حان الوقت لشعب الجبارين أن يدق ساعة العمل في إنهاء الوضع القائم، وإنهاء فاشية حكومة المستوطنين في اغتصاب الأراضي .
قالها السيد الرئيس دقت ساعة استقلال دولة فلسطين، ويجب أن يكون عام 20177 عام إنهاء الاحتلال الصهيوني الكولونيالي الاستعماري لأرضنا الفلسطينية .
قبل الخوض في الحديث بكيفية تحرير الأرض من الاحتلال ، لابد أن ندرك الزامية تأسيس أرضية خصبة للعمل النضالي ومنهجية التحرير ، وهذا الأمر يتطلب منا جميعا كشعب وفصائل وقوى ومؤسسات المجتمع مدني فلسطينية، لابد لنا من تحكيم لغة العقل والمنطق في وضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار بعيدا عن آي مصالح ضيقة ومشخصنه و محاصصات فصائلية بعيدة عن الهدف الوطني ، مطلوبٌ إنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها السلاح الأقوى بيد شعبنا، والمضي قدماً عملياً بالمصالحة لتتحول إلى مصالحة حقيقية ، تؤسس لمرحلة نضالية ممنهجة ومدروسة تغير من قواعد الاشتباك مع العدو .
( الاحتلال الإسرائيلي يتعامل مع الواقع وليس بغير ذالك ، ونحن في ضل الانقسام السياسي والتردي العربي ليس بأيدنا أوراق ضغط كل ما بجعبتنا هي أوراق بيضاء A4 مروسة لفصائلنا جاهزة للطباعة وعنوانها تدين وتستنكر)
الواقع يفرض على الشعب والقيادة الفلسطينية ضرورة التعاطي الذكيّ مع المعادلة الراهنة في الصراع مع الاحتلال عبر انتهاج أساليب وأدوات جديدة، تتمثل في تطوير وتصعيد المقاومة الشعبية السلمية، والعصيان المدني، والاحتجاجات السلمية، وتبني منظمة المقاطعة العالمية لمقاطعة إسرائيل، وتفعيل منظومة إعلامية فلسطينية تخاطب الشعوب بلغاتها .
 على الفلسطينيين الاختيار بين العيش بهذا الواقع المؤلم، أو فرض واقع جديد يغير من دراماتيكية الصراع على الأرض ويخلط الأوراق.
ما تفكر به اسرائيل هو كالتالي : أن يقوم الفلسطينيون بإنشاء "كانتونا تهم" (مناطقهم المحصورة) في رام الله، بيت لحم، جنين، نابلس وغيرها من المدن، أطلقوا عليها دولة، هذا شأنكم، وأن يحكموا أنفسهم بالطريقة التي يرونها مناسبة ما داموا يقبلون مصيرهم بصمت هذا في حين تحتفظ إسرائيل بالأمن بشكل عامّ في جميع أرجاء الضفة الغربيّة مع سيطرة إسرائيل فعليا على 60% واكثر من ذلك من الضفة الغربية " مناطق مصنفة ج ".
 فلماذا لا نبادر لوضع إسرائيل أمام واقع فلسطيني جديد، ووضع العالم أمام مسؤولياته في إنهاء الاحتلال والسماح للشعب الفلسطيني بتقرير مصيره .
ليس مستحيلا وليس صعب القيام بدالك، بل ان شعبنا قادر على الإبداع والمفاجأة، لكن بداية يجب أن نواجه برامج الإحباط ، وكي الوعي واليأس التي تروجه ماكينات الاحتلال الإعلامية من جهة وركود الفصائل وانشغالها فيما يخصها حزبيا من جهة اخرى ، علينا أن نزرع الأمل بحتمية التغيير وفرض الواقع لنحصل بالحد الأدنى فرض القضية الفلسطينية لتكون قضية مركزية على سلم أولويات العالم بعد تراجعها لسنوات ولنعيدها الى مقدمة الاهتمام الدولي ولتبقى حاضرة في اذهان احرار العالم كما كانت وكما ستكون .
فزعيم التطرف الإسرائيلي نتنياهو في جولاته الأخيرة والقادمة يحاول ويعمل بجهدا ماكرا الى لفت أنظار العالم عن القضية الفلسطينية والسلام في المنطقة برمتها ، ويتخذ في ذلك بدائل اخرى تخدمه وتخدم كيانه حيث يعمل على وضع
 الإرهاب – إيران – التطبيع مع الدول العربية دون الحاجة الى توقيع اتفاقيات "سلام" مع الدول العربية والتي بدأت فعليا في التطبيع المباشر مع حكومة نتنياهو تحت عدة ذرائع وحجج منها الاقتصادية والسياحية والتجارية ويبقى ما خفي كان اعظم .
المشكلة الكبرى تكمن أن ترامب ترك تصورات السلام المستقبلية بيد حكومة نتنياهو لوضع محدداتها، وهذا يعني التجاهل الواضح للقيادة الفلسطينية ، أي أنه أصبح تقرير مصير الشعب الفلسطيني بيد نتنياهو ترامب ويفرض علي الفلسطينيين، وكان التأييد الكامل من قبل ترامب لسياسة نتنياهو الاستيطانية انه لا يعارض التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية لكن بشرط البناء داخل المستوطنات القائمة ،والتي هي بالأساس مخالفة للقانون والإجماع الدولي ، والأمر الأكثر أثارة والأخطر هو العمل على رفع مستوى التطبيع العربي الإسرائيلي بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل متغيرات المنطقة تحت حجج مواجهة إيران ، ومحاربة تنظيم الدولية .
إن الاعتراف بأهمية وضرورة المقاومة الشعبية السلمية وان جاء متأخرا، يجب أن يكون نقطة الانطلاق لجميع مكونات الشعب الفلسطيني قوي وسلطة وجماهير، واتحادات شعبية ومؤسسات مجتمع مدني الأمر الذي يتطلب اتخاذ الجميع قرارا بتبني المقاومة الشعبية كخيار استراتيجي، ونهج لمواجهة الاحتلال وغطرسته، وصولا إلى دحره وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال.
المقاومة الشعبية: - هي تقلل حجم الخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين ، وتحيد القوة العسكرية للاحتلال ، والقدرة على دفع الرأي العام الدولي للتعاطف أكثر مع قضيتنا، ليمارس بدوره الضغوط على إسرائيل، وفوق كل ذلك أنه يضمن مشاركة أوسع من قبل كافة قطاعات شعبنا، مما يجعل المشروع الاحتلالي الكولونيالي الاستيطاني خاسراً بكل المقاييس والمتوقعات ، على المستويين الداخلي والخارجي.
فالمقاومة الشعبية لها تأثير أكبر على المستوى المحلي والدولي وعلى الجميع أن يدرك ، إن إسرائيل تخشى المقاومة الشعبية إضعاف ما تخشى المقاومة المسلحة لأنها تعمل علي :
-إرباك سياسات الإحتلال وعرقلة مخططاته
-العمل على كسب التأييد والتعاطف الدولي، وبناء حركة ضغط و تضامن عالمية مع حقوق شعبنا
 الأمر قد يكون أكثر الطرق فعّالة لتغيير ديناميكية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني "العربي". وليس هناك وقت أفضل من الوقت الحاضر لبدء في فعاليات المقاومة الشعبية والعصيان المدني والاحتجاجات السلمي.
وتشمل هذه الأساليب: تنظيم احتجاجات صامتة أمام نقاط الحواجز والتفتيش وعلى طول الجدار الفصل العنصري، والمظاهرات السلمية، وبالأخصّ المظاهرات التي تشارك بها النساء الفلسطينيات لتكون مسيرات تشمل وتجمع كل المكون الفلسطيني معا، ومسيرات أسبوعية الأراضي المهددة بالمصادرة، واحتجاجات أمام الشوارع المؤدية للمستوطنات، وتمركز في أماكن عامة استراتيجية، (حيث يستلقي عدد كبير من الناس على الأرض ويرفضون التحرّك)
 وتشكيل سلاسل بشريّة، ورفع الأعلام الفلسطينية، وملء السجون الإسرائيلية بشكل سلمي، وهو أمر مكلف للغاية ومرهق من منظور أمني ومحبط للإسرائيليين، وإقامة معسكرات فوق الأراضي الفلسطينية المهددة على غرار باب الشمس، والاهم هو اعتماد نهج المقاطعة كثقافة وطنية، وتبني وتطوير فعالية منظمة المقاطعة الدولية للإسرائيل "بي دي أس"
* خوض معركة الإعلام للتأثير بالرأي العام العالمي وكسبه ، وهو أمر في غاية الاهمية ، ولذا علينا أن نتحدث لشعوب العالم بلغاتهم ومن خلال ثقافاتهم، وتطوير منهجية العمل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بلغات مختلفة ، وأيضا تعيين ناطقين بلغات مختلفة للتواصل مع القنوات الأجنبية ، لإيصال رسالة واضحة للعالم وفضح وتعرية جرائم الاحتلال
* تعزيز وتوطيد العلاقة مع كافة حركات التضامن الدولية ، وحركات التحرير ، والأحزاب في مختلف دول العالم وتطوير العلاقة معها من أجل تشكيل جماعات الضغط والمناصرة وان لا تختصر العلاقات مع هذه الحركات على تبادل الصور والموائد فقط بل العمل على ادخالها الى حيز التضامن وتفاعل المباشر.
* مد جسور التواصل بين أبناء شعبنا في الوطن والشتات والعمل على تنشيط الفعاليات الوطنية وعلى وجه الخصوص الشبابية والاجتماعية.
* التواصل والتشابك مع اتحادات ومؤسسات ومنظمات في الخارج ومنها الدولية لتنسيق سبل تحريك الرأي العام لديهم وزيارة الجامعات الدولية وعقد ورشات عمل مع طلاب الجامعات في الخارج وخصوصا في الغرب وتنظيم رحلات لهم لفلسطين.
المطلوب أيضا انضمام فلسطين إلى المنظمات والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية، من أجل تصعيد المعركة الدبلوماسية والسياسية ضد إسرائيل، ومحاكمتها على الجرائم التي تقترفها، ومن أجل تعميق وزيادة عزلتها وصولا لفرض عقوبات دولية عليها، ونؤكد هنا أنه دون أن تشعر إسرائيل بأن كلفة احتلالها باهظة فإنها لن ترتدع جرائمها.
أخيرا وليس بيننا بأخر ،،،يجب حشد كل الطاقات الوطنية لتفعيل العامل الشعبي وتأطيره وتوجيه بوصلته ضد الاحتلال ، وعلى الجميع ان يتحمل مسؤوليته الوطنية أولا وأخيراً .

الكاتب - أحمد صالح 
غزة - فلسطين