الخميس، 25 ديسمبر 2014

فتح تجدد نفسها لتنتصر ...


لقد اعادت هذه الثورة العظيمة - حركة فتح – الصورة الحقيقية للهوية الوطنية الفلسطينية التي حاولو انكار وجودها و طمس معالمها ، لكن فتح ابهرت العالم، بصورة الثائر الذي يفتدي أرضه ووطنه وقضيته العادلة، بالمناضل الذي انتظم في صفوف الثورة وقواعدها، بالمبدع، بالطبيب، بالمفكر، بالأديب، بالمهندس، بالمرأة، بالعامل، بالفلاح، بالطالب، بالشبل والزهرة، حتى اصبحت الفتح ثورة شعبية، انحنى لعظمة فكرتها وسلوك مناضليها وقادتها وتضحياتهم زعماء ثورات العالم ؛فتح اي انها فلسطينية الوجه، عربية العمق، انسانية المطاف .
تأتي الذكري الخمسون لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح في ظل أشتداد الأزمات الداخلية و ظروف سياسية صعبة و حساسة تعيشها القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة مما يتطلب توحيد الجهود وحشد كافة الطاقات والإمكانات لدى شعبنا لمواجهة شتى التحديات والمخاطر التي تعترض المشروع الوطني و تهدد أمن واستقرار شعبنا ومستقبله السياسي.
من المحزن والمؤسف حقا أن ترى ادمان الصراع الداخلي في فتح ، التي كان يجب أن نتحدث عن الخلافات ومعالجتها فى الاطر التنظيمية للحركة وليس تدوالها عبر الأعلام .
فهذا الزمن الذي نعيش يكثر فيه اعداء الشرف والامانة والاخلاص والالتزام، زمن نحن ندافع فيه عن قيم الشرف، وهم يحاربونها، من اجل الانتهازية وحفنة من الامتيازات وقليل من جنون العظمة والشهرة والمجد الشخصي .
لهذا فإن حركة فتح التي تمر اليوم بمرحلة من أصعب المراحل هي بحاجة للأوفياء الذين لديهم الإستعداد للتنازل عن رغباتهم الشخصية لصالح الحركة وفي سبيل النهوض بكافة مؤسساتها الحركية بعيداً عن سياسة من هذا وأنا الأفضل، وبعيداً عن ثقافة الإنحياز لأي من الشخصيات القيادية الفتحاوية على حساب الحركة الأم “فتــح”.
أن فتح لا ترتبط بأسماء وأشخاص، والولاء فيها والحرص على مصلحتها الكبرى يكون بالولاء والانتماء للفكرة والمبدأ والتنظيم، ففتح موجودة رغم كل الظروف وقادرة على تجاوز كل الصعاب والمخاطر بكل قوة وعنفوان، وهي بيت كل الفتحاويين وحاضنة المشروع الوطني الفلسطيني، أن انتظام عمل حركة فتح يعني انتظام العمل الفلسطيني السياسي برمته
إنهاء الوضع غير الصحي في الحركة يتم وفق القانون والنظام الأساسي للحركة وعبر أجراء الأنتخابات من القاعدة للقمة بشكل دوري وديمقراطي بعيدآ عن التكتلات الشخصية ، وهنا لابد الاشارة لشئ مهم جدآ فى أعادة ترميم البيت الفتحاوي وأعادة الروح في فتح من خلال تفعيل المحاكم الحركية كجهة فاصلة في كافة مشاكل الحركة وتعزيز ثقافة المحاسبة والمسائلة في جميع المستويات التنظيمية من أدناها لأعلاها وفق مبدآ النظام والقانون .
لذلك فحركة فتح مطالبة اليوم ، واكثر من اي وقت مضى ، بالاسراع في لملمة صفوفها وتجميع وتوحيد كوادرها واطرها النقابية والشبابية والنسائية والطلابية في بوتقة تنظيمية واحدة وموحدة بالرؤية والبرنامج والتعليمات ، وأن تعمل على إحداث حراك فتحاوي موجه ومدرك لطبيعة المرحلة ومهماتها بحيث يكون حراكا مضبوط الايقاع مضمون التأثير ، أما أن تستمر الحركة بمجازفاتها غير المدروسة ، واستمرار حالة الترهل وتغييب وتهميش الكادر فيها، فهذا بمثابة هزة أرضية للوضع التنظيمي والمستقبل السياسى للقضية الفلسطينية .
ساءني كما الكثيرون في حركة فتح أن تصل الأمور في بعض المواضع والحالات في حركتنا العملاقة إلى الحد الأقصى في التعامل وحالة التباغظ والتنافر بعد ان كانت حالة المحبة والتسامح والنقاش والنقد الهادف من أسس الحركة التى قامت عليها فلا يحق لأحد أن يحتكر فتح لنفسه أو لمجموعة من المصفقين حوله ، ففتح اكبر من الجميع ، اكبر من كل المسميات والألقاب والأشخاص مهما علا شأنهم ولقبهم ففتح هي حضن الأم.
لنقيم للمراكز والموسسات التنظيمية و الحركية وزنا حقيقيا يجعل من حركة فتح التي بتنا لا نعرفها في الآونة الأخيرة تنطلق كطائر الفينيق إلي فضاء حكم النظام الداخلى للحركة لا الشخص أو الشخوص أي كانت مرتبتهم .
الاختلاف والتنوع من ظواهر التكوين البشري، إن طبيعة الثائر تبقى دائما طبيعة قادرة على جعل التنوع والاختلاف ظاهرة ايجابية في خدمة مهمة الحركة، أن الخلافات الداخلية تأكل يوما بعد يوم احشاء البنية الداخلية للتنظيم، إن تنظيما يعجز عن وضع حد للخلافات الداخلية في بنبيته هو تنظيم يضع حد لبقاءه واستمراره.
المؤتمر السابع للحركة على الأبواب، وإن لم نكن مستعدين فلا جدوى منه على الإطلاق. نريد كل القيادات النظيفة والقادرة والفاعلة علي استنهاض الحركة وتجديد الدماء في عروقها بدماء طاهرة نقية مناضلة وفيّة للشهداء وللأسرى وللجرحى ووفيّة لمعاناة وعذابات شعبنا.
ولابد الاخد بعين الإعتبار الدروس والعبر من المؤتمر السادس، ولذلك من الأهمية بمكان انعقاد المؤتمر السابع بمشاركة كل المستحقين من في الوطن والشتات وبوجود تمثيل حقيقي للشبيبة والمرأة، فنحن نتطلع إلى مؤتمر يجدد العهد والوفاء والقسم للشهداء والمبادىء التي انطلقت على أساسها وهديِها حركة فتح وليس للبحث عن الموقع والمركز والامتيازات فعندما تكون فى موقع تنظيمي فهي مسئولية تنظيمية وطنية واخلاقية وليست ساحة للنفوذ والمؤامرات والامجاد الشخصية وضرب الاتفاقيات الثنائية .
أنها لثورة حتى النصر...
الناشط : أحمد صالح