كيف للمناضل الفتحاوي أن يرى اللوحة ذات الثقوب ولا يتكلم ؟! وكيف له أن يرى الصورة غير المكتملة ما يظهر القبح على حساب الجمال ويصمت؟؟ إذ ليس من عادة الفتحاوي الحر أن يصمت، فهو الذي هزعروش الطغيان بقضيته وأطلق الطاقات بقضيته
والشخصية الفلسطينية الفتحاوية التي تأبى الصمت هي الشخصية المتمردة أبدا على الفاسد والباطل سواء لبس عباءة الديمقراطية أو الوطنية او أي لون آخر، فلم تسكت أبدا على تجاوز أو إساءة أو فساد او انحناء أو خطايا .
فتح لا ترتبط بأسماء وأشخاص، والولاء فيها والحرص على مصلحتها الكبرى يكون بالولاء والانتماء للفكرة والمبدأ والتنظيم، ففتح موجودة رغم كل الظروف وقادرة على تجاوز كل الصعاب والمخاطر بكل قوة وعنفوان، وهي بيت كل الفتحاويين وحاضنة المشروع الوطني الفلسطيني.
إن الكادر الفتحاوي الحريص على مستقبل حركة فتح يُدرك تماماً المرحلة الخطيرة والمنعطف المفصلي الذي تمر به حركة فتح والذي يعتبر من أخطر المنعطفات التي مرت بها الحركة على إمتداد سنوات الثورة الفلسطينية التي تولدت شرارتها الأولى قبل تسعة وأربعون عاماً .
فإن حركة فتح ما كانت تتجاوز أي من هذه المراحل الخطيرة لولا رجالها الأوفياء الذين يخشون على هذه الحركة ويصنعون من معاناتهم مستقبلاً يليق بها وبتضحياتها، كونها رائدة الثورة المعاصرة التي إستطاعت إنتزاع إعتراف العالم بالهوية الفلسطينية ودونت كينونتها في كافة المحافل العربية والدولية رغم أنف دولة الإحتلال التي تؤكد دوماً بأن “فتــح” هو التنظيم الفلسطيني الذي يشكل الخطر الأكبر على الوجود الصهيوني .
لهذا فإن حركة فتح التي تمر اليوم بمرحلة من أصعب المراحل هي بحاجة للأوفياء الذين لديهم الإستعداد للتنازل عن رغباتهم الشخصية لصالح الحركة وفي سبيل النهوض بكافة مؤسساتها الحركية بعيداً عن سياسة من هذا وأنا الأفضل، وبعيداً عن ثقافة الإنحياز لأي من الشخصيات القيادية الفتحاوية على حساب الحركة الأم “فتــح”.
فتح ليس شركة خاصة لأحد ، ونحن لسنا موظفين عند احد ، فتح حركة تحرر ، ونحن فدائيين نحمل أرواحنا علي اكفنا نقدمها رخيصة فداءا للوطن ، هذه هي فتـــح وهكذا يجب أن تكون ، فتح ملكا لكل الشعب الفلسطيني وملكا لكل المناضلين الأوفياء ، فلا يحق لأحد أن يحتكر فتح لنفسه أو لمجموعة من المصفقين حوله ، ففتح اكبر من الجميع ، اكبر من كل المسميات والألقاب والأشخاص مهما علا شأنهم ولقبهم ففتح هي حضن الأم.
أن كوادر فتح مطالبة اليوم بتركيز الاهتمام على النتائج والإنجازات على الأرض والعمل على خلق قيادة جماعية متناغمة ومنسجمة تقود مشروع الإصلاح والنهوض بالحركة، ويجب ان تتشكل أطر تحتوي الجميع وتؤسس لعمل ونشاط تنظيمي صحيح وفاعل متجاوزين عقبة الأسماء والصراعات الداخلية،فتح باتت خليط من المصالح والاهواء ومجانين الشهرة والحكم والوصولية ويجب ان نحذر من مساعي المتسلقين والهواة وأصحاب المصالح الشخصية الضيقة لإفشال جهود الاستنهاض والذين تتقاطع أهدافهم مع أهداف خصوم فتح السياسيين أو أعدائها الإسرائيليين.
إن الصورة المشرقة تستدعي من جميع فئات المجتمع الذي يتمثل في الحركة من شيوخ وشبيبة ومرأةالعمل على النهوض بحركة فتح ، تاركين وراء ظهرنا كل الآلام أو الاحباطات أو النظرات المشوشة مركزين الهدف نحو البناء والكسب وإشعال مصباح الفجر القادم، وفتح التي رسمت لنا الطريق وصنعتنا تطالبنا اليوم برد الوفاء لها ولدماء الشهداء اطهر بني البشر .
حركة فتح تمتلك خبرات وتجربة غنية تراكمت على مدار نصف قرن من العمل السياسي والعسكري والمؤسساتي ووسط ظروف وبيئة معقدة تحيط بها المخاطر من كل حدب وصوب، وتمكنت بنجاح منقطع النظير بتجاوز كل المحن والتحديات والمؤامرات ومحاولات سلب القرار الوطني المستقبل وأفشلت مخططات تصفية القضية بجدارة وإستطاعت ولأول مرة في التاريخ من خلال برنامجها السياسي تجسيد الهوية السياسية لشعبنا على أرضه.
وبالرغم من وفرة الأسباب التي تدفع البعض للإحباط واليأس نتيجة للخلل الكبير الذي أصاب الحركة خاصة خلال السنوات الأخيرة وإخفاقها في الإنتخابات العامة والضربة القاسية في غزة، إلا أن أسباب التفاؤل تبقى أكبر بكثير ، حيث أن كل المؤشرات تذهب بإتجاه أن هذه الحركة لاتزال هي الأجدر في قيادة العمل الوطني خاصة في ظل الثقة الكبيرة التي تضعها جماهير شعبنا والتي تجلت في مناسبات وأحداث عدة.
لايمكن لأي تنظيم أن يرتقى أو يعلو شأنه إلا من خلال عمل دؤوب وتخطيط علمي عصري سليم وإستغلال وتوظيف الجيش الجرار من الكوادر والكفاءات المتوفرة لديه، والأخذ بكل بهذه الأسباب كفيل يإستعادة الدور الطليعي للحركة.
1_إستعادة وحدة الحركة ورص صفوفها، وشحذ الهمم ورفع المعنويات العامة في أوساط الكوادر والقواعد، والإستعداد الجاد والعميق لجولة جديدة من جولات العمل الوطني بحماسة وهمة وتفاؤل كبير.
2_رسم خطوط العمل النظرية والعملية الكفيلة بتطوير الأداء الحركي وعدم التسليم بقواعد اللعبة التي يحاول أن يفرضها البعض المستفيد في هذه المرحلة.
3_تطوير البناء الفكري والسياسي والمعنوي وتحصين كوادر الحركة بشكل لايقهر وإستيعاب الصدمة التي أفرزتها خسارة فتح لقطاع غزة نتيجة للإنقلاب الأسود، وإستلام زمام المبادرة.
4_ العمل في الإعداد للانتخابات الداخلية من القاعدة إلى القمة في إطار ترميم البيت الفتحاوي. أن الانتخابات هي الحل للخروج من الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالحركة منذ سنوات.
5_ إعادة الحركة إلى قواعدها الأساسية والعمل على تفعيل قواعد وكوادر الحركة في الكل الفلسطيني ، حيث الهدف استنهاض فتح أولا لاستنهاض المشروع الوطني.
6_ انشاء اكاديمية حركة فتح للاعداد و التدريب في ارض الوطن تساهم في تطوير بناء الكادر و الاطر على اسس علمية مؤسساتية وفق قواعد مهنيه بجهود فتحاوية مخلصة لحركتها و قضيتها الوطنية فحركتنا فتح باقيه لانهاء ارث ثورة معاصرة وشلالات دماء الالاف من شهدائها
7_ ضرورة إدخال تغييرات على القيادات الاتحادات الشعبية كالشبيبة الفتحاوية والمرأة والعمال وغيرهم ،فهؤلاء شكلوا ولاءات مستقلة غير ملتزمة وكانوا جزءا من الانفلاش التنظيمي إن لم يكن سببا له.
8_انشاء صندوق مالى خاص بحركة فتح فى احد البنوك ويشرف عليه مجموعة ممن يشهد لهم بالنزاهة والشفافية وبمراقبة محاسب مستقل .
9- احترام العمل بمبادى ودستور الحركة ، تفعيل لجنة الرقابة الحركية والمالية ، وتفعيل المحكمة الحركية داخل حركة فتح ومحاسبة كل من يثب تورطه بأى فساد وفق لوائح الحركة الداخلية وبشكل قانونى.
أعتقد أن هناك فرصة متاحة أمام فتح، خاصة بعد تهاوي وإفلاس أصحاب الشعارات والهلوسات المزايدة، فهل قيادة فتح مستعدة لإلتقاط وإقتناص الفرصة... أم تستمر بالدوران حول نفسها؟؟؟
لقد بات واضحا بان حركة التحرر الوطني الفلسطيني (فتح) هي رقم صعب لأنها ضرورة وطنية لحماية وقيادة المشروع الوطني ،حيث تأكد صحة فكرها ونهجها الاستراتيجي ،
نحن بحاجة كوادر قادرة على تحمل المرحلة الصعبة التي تمر بها الحركة التي هي بأمس الحاجة اليوم إلي وقفة موحدة إلي جانبها بعيداً عن أي إعتبارات داخلية لا تتناسب مع مزاجية البعض من كوادر فتــح .
وانها لثورة حتى النصر...
الناشط / احمد صالح