الكاتب
احمد صالح
غزة - فلسطين
رغم التطور الكبير في العلاقات الدبلوماسية بين القيادة الفلسطينية سواء قيادة حماس أو قيادة السلطة والعديد من الدول
العربية، والنداءات المتعددة من قبل بعض الدول العربية، إن لم يكن جميعها، بأن القضية الفلسطينية هي رأس أولويات القضايا العربية، إلا أن ذلك
لم يشفع حتى الآن للمواطن الفلسطيني بأن تتم معاملته في عدد كبير من الدول العربية "كعربي" مثله مثل أي مواطن عربي أخر في أي دولة عربية.
فلا يزال دخول المواطن الفلسطيني للعديد من الدول العربية منوطاً بإجراءات منع، أو إجراءات معقدة للدخول، وحتى الدول التي تسمح بدخوله، أو
سمحت مؤخراً بذلك كما حدث مع سوريا، لا يزال أمر دخوله مرتبطاً بإجراءات لا تنتهي، وأوقات صعبة وطويلة للحصول على موافقة الدخول، حتى
وإن ارتبطت بظرف إنساني، كزيارة الأهل المرضى أو المشاركة بتشييع جنازات لأقارب ممن يقيمون كلاجئين في تلك الدول.
المأساة الكبرى لنا كفلسطينيين، وأحدد هنا حملة الجوازات الفلسطينية الصادرة عن السلطة الفلسطينية، وأيضاً الفلسطينيين حملة جوازات
السفر الأردنية المؤقتة أو حملة الوثائق "وثائق اللجوء" الصادرة عن بعض الدول العربية مثل لبنان، سوريا، مصر. فعلا نقف موقف
المحاسب لأنفسنا لتجاوز خلاف تحملنا وزره، على الرغم من أننا كشعب فلسطيني، تحملنا مسؤوليته، بسبب موقف قيادة منظمة التحرير التي
وقفت موقف المناصر للغزو العراقي للكويت والذي كان أول قراراته منع الفلسطينيين من دخول الكويت.
وعلى الرغم من أن الأردن أيضاً وقفت موقفا مشابها إلا أن القيادة الأردنية استطاعت تجاوز الخلاف مع الكويت، فيما بقي الفلسطيني وحده
يتحمل مسؤولية غزو صدام حسين للكويت حتى بعد سقوط حكمه، ولا يزال الفلسطيني حتى الآن ممنوعاً من دخول الكويت، رغم المصالحة
العراقية الكويتية بعد سقوط نظام صدام.
اكيد لم ننسى على ماقاله الكاتب في جريدة الوطن الكويتية فى ابان حرب الاخيرة على قطاع غزة المدعو فؤاد الهاشم
عنوانه (بالكيماوي يا اولمرت ) لم اكن اتصور بان الحقد على الفلسطنين بهذا الشكل وليس له مايبرره بان يدعو محتل لضرب مدنين فى قطاع غزة بالكيماوي
ليست المسألة بالكويت وحدها، فالفلسطيني اليوم إن لم يكن حاملاً لجواز سفر أردني، أو غيره، فهو مدان عربياً في غالبية الدول العربية، فجميع
الدول العربية اليوم باستثناء الأردن، تتعامل مع الفلسطينيين من حملة الجواز الفلسطيني الصادر عن السلطة الفلسطينية، وأيضاً حملة وثائق
اللجوء السورية والمصرية واللبنانية على أنهم مدانين يجب التحقق من هويتهم ومنعهم أو تأخيرهم من الدخول لحدودها.
دوما يتم التعامل معنا على أننا متهمين حتى يثبت العكس، السعودي والكويتي واللبناني والقطري وغيره من أشقائنا العرب يدخلون سوريا مثلا
بلا تأشيرة دخول، وعملية دخول العرب للبلدان العربية تجري تقريبا بمعاملات عادية إلا الفلسطيني يتم التعامل معه بإجراءات أمنية مشددة
ومعقدة، وهنا لن أتحدث عن فكرة دخول الفلسطينين للكويت والتي تبدو مجرد التفكير بها جريمة كتبت هذا المقال عندما شاهدت مناشدة عبر
موقع دنيا الوطن وها هى فحوي الرسالة ( إلى سيدي صاحب السمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه .
أناشدك باسم الإسلام وأناشدك باسم العروبة التي تربط بيننا وأنا أعلم كم قدمت وستقدم للقضية الفلسطينية وإلى الشعب الفلسطيني من دعم وبعد .......
أنا مواطنة فلسطينية من غزة وأحمل الجواز الفلسطيني ومقيمة في السعودية وأطلب من حضرتكم السماح لي بزيارة أهلي في الكويت علما بأني لم أشاهد أبي وأمي وإخواني منذ عام 1986 م وأنا صابرة أنتظر يوما يسمح للفلسطيني بزيارة الكويت فلقد أصبح عمري الآن 48 سنة وأنا أنتظر علما بأني نشأت وتربيت ودرست في الكويت وأعتبرها وطني الثاني ولكن العمر لا ينتظر فالآن أريد زيارة الكويت لأن أمي امرأة مسنة وترقد في المستشفى اثر تعرضها لورم وجلطة في الدماغ وهي ترقد بين الحياة والموت وكم أشتاق لرؤيتها وطلب رضاها وهي في آخر أيامها وكذلك والدي أيضا فهو رجل مسن وكله أمراض وأقل شيء يمكن تقديمه لهم هو صلتهم . علما أنني ذهبت إلى سفارة الكويت في الرياض وقدمت طلب تأشيرة زيارة لي ولأطفالي قبل حوالي ثلاث أسابيع ولكن للأسف رفض الطلب فأخيرا أناشدك سيدي الرئيس بكل دمعة نزلت من عيني وكل حرقة في قلبي أن تعطف على حالي فأنا لا أطلب هذا الطلب إلا وأنا أعرف قلبك الحنون وسعة صدرك وتجاوبك مع طلبي وشكرا )
أنه أما آن الأوان قبل أن نطالب إسرائيل "المحتل" بتحسين تعاملها معنا كفلسطينيين أن نخرج بحملة شعبية بعنوان "عربي فلسطيني" تطالب
دولنا العربية بتحسين تعاملها معنا أسوة ببقية أشقائنا العرب من حيث حق دخولنا وتجوالنا بالدول العربية دون أن نبقى في قائمة المطلوبين حتى
يتم التحقق؟ أو أن تزال عنا إشارة "مسجل خطر" فقط لأننا نحمل جوازات سفر فلسطينية أو وثائق لجوء صادرة عن دولنا العربية؟
الفلسطيني في لبنان ومصر الذي يحمل وثيقة لجوء لبنانية أو مصرية إذا خرج من لبنان أو مصر يحتاج لتأشيرة دخول مرة أخرى، وفي سوريا يحتاج
دخولنا لانتظار أربعين يوماً لحين صدور الرفض أو القبول؟ وفي ليبيا ممنوعون من الدخول إلا بظروف استثنائية، ودول الخليج العربي وخاصة قطر
والكويت تحتاج لتدخل من أعلى هرم بالدولة، ولبنان الأمر منتهي لفكرة دخول الفلسطيني، أما آن لدولنا العربية التي تقول بأن القضية العربية
رأس أولولياتها أن تنظر لنا كفلسطينيين، وتتعامل مع الإنسان الفلسطيني كعربي مثله مثل أي عربي أخر، لسا يا أخوتنا العرب، إسرائيليين
لتعاملونا كأننا متهمون حتى تثبت إدانتنا. وفي النهاية واوجه رسالتى الى سيادة الرئيس باصدار تعليماته لوزارة الخارجية وسفارتها وقنصليتها بان يهتموا بموضوع تسهيل سفر الفلسطنين اينما كانوا.